شهد قطاع غزة امس الاحد يوما داميا سقط خلاله 100 قتيل فلسطيني ضحايا القصف الاسرائيلي المتواصل لليوم الثالث عشر على التوالي، فيما مني الجيش الاسرائيلي بضربة قاسية ليلة السبت الاحد حيث سقط له 13 قتيلا من لواء غولاني الشهير. وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، انها اختطفت جنديا اسرائيليا في قطاع غزة، في خبر اثار فرحة عارمة في القطاع حيث خرج الآلاف الى الشوارع احتفالا به. من جهته، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اسرائيل الى «ممارسة اقصى درجات ضبط النفس» لتجنب سقوط مدنيين خلال حملتها العسكرية على غزة بعد ان تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين الاحد 100 قتيل. كما دان الامين العام خلال زيارة الى الدوحة في مستهل جولة شرق اوسطية تهدف لوقف اطلاق النار في قطاع غزة، «العمل الفظيع» الذي قامت به اسرائيل في حي الشجاعية في قطاع غزة حيث شنت هجوما استمر ساعة كاملة فجر الاحد ما ادى الى مقتل اكثر من 60 فلسطينيا واصابة 250 آخرين على الاقل. وقال بان كي مون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية القطري خالد العطية «بينما كنت في طريقي الى الدوحة، قتل مزيد من المدنيين من بينهم اطفال في الهجمات العسكرية الاسرائيلية على الشجاعية. وادين هذا العمل الفظيع». فيما قال الوزير القطري إن «المشاورات لا زالت جارية من أجل وقف إطلاق النار حيث يفترض على الجميع العمل والمساهمة في ذلك لأن الشعب الفلسطيني لم يعد يقبل بحالة الحصار الطويل وهو يرى عدم اهتمام المجتمع الدولي». . وانعقد الاجتماع بدعوة من الاردن، العضو في مجلس الامن، تلبية لنداء بهذا الخصوص وجهه قبل ساعات الرئيس الفلسطيني محمود عباس. بدوره، قال ابو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام في خطاب متلفز ان القسام «تمكنت من أسر الجندي الصهيوني شاؤول أرون صاحب الرقم (العسكري) 6092065»، مؤكدا ان الجندي المختطف في «قبضة كتائب القسام». وأضاف ان «العملية الأخيرة التي نفذها مجاهدونا شرق حي التفاح (شرق غزة) فجر الأحد، ستظل كابوسا يلاحق جيش العدو وقد أسفرت هذه العملية عن مقتل 14 جنديا صهيونيا، قتلهم مجاهدونا من مسافة صفر، وقد تردد العدو في الاعتراف بالعدد الحقيقي لقتلاه في هذه العملية، لكن حجم الصدمة الكبير الذي أوقعته هذه العملية أجبرت العدو على الاعتراف ببعض خسائره فيها». وتابع «لكن الذي لم يعترف به العدو هو فقده لأحد جنوده في هذه العملية، فإذا استطاعت قيادة العدو أن تكذب في أعداد القتلى والجرحى، فعليها أن تجيب جمهورها عن مصير هذا الجندي الآن». وفور اعلان القسام اسر الجندي الاسرائيلي خرج الاف الفلسطينيون في شوارع غزة للاحتفال بالخبر فيما اطلق عناصر مسلحون النار في الهواء وعلا التكبير من مآذن المساجد. ولاحقا قال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس في بيان مقتضب ان «اعلان القسام اسر احد الجنود الصهاينة هو انتصار كبير للمقاومة وانتقام لدماء الشهداء». وردا على سؤال عن الواقعة اكد الجيش الاسرائيلي انه «يتحقق» من صحة ما اعلنته القسام. وكانت كتائب القسام قالت في الساعات الاولى من فجر الاحد انها «تمكنت من استدراج قوة صهيونية مؤللة، حاولت التقدم شرق حي التفاح الى كمين محكم معد مسبقا، فبعد أن تقدمت هذه القوة ترك مجاهدونا الدبابات لتدخل حقل ألغام مكون من عدة عبوات برميلية». واوضحت انه «بعد أن تبعتها ناقلتا جند إلى داخل الكمين فجر مجاهدونا حقل الألغام بالقوة ما أدى إلى تدميرها بالكامل، ثم تقدم المجاهدون صوب ناقلات الجند وفتحوا أبوابها وأجهزوا على جميع من فيهما وعددهم 14 جنديا صهيونيا». واعلنت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي مساء الاحد ان 13 جنديا اسرائيليا قتلوا ليل السبت الاحد في قطاع غزة. وارتفع العدد الاجمالي للقتلى الفلسطينيين منذ بدء الهجوم العسكري الاسرائيلي في الثامن من يوليو الى 438 قتيلا واكثر من ثلاثة الاف جريح. وسقط غالبية القتلى الاحد في حي الشجاعية شرق مدينة غزة والقريب من الحدود مع اسرائيل، حيث قتل 62 شخصا على الاقل في القصف الكثيف الذي بدأ منتصف ليل السبت الاحد والذي يعد الاكثر دموية منذ عملية الرصاص المصبوب في اواخر عام 2008. واصيب ايضا 250 شخصا على الاقل في الشجاعية. واتهم الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاحد اسرائيل ب»ارتكاب جريمة حرب ضد المدنيين» في حي الشجاعية بغزة داعيا الى «الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين» مؤكدا ان «اسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الرهيبة». ودانت حكومة الوفاق الوطنية الفلسطينية في بيان ما حصل في الشجاعية ووصفته بأنه «جريمة حرب» تستدعي التدخل الدولي العاجل. وكانت اسرائيل وافقت على هدنة انسانية لساعتين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بطلب من اللجنة الدولية للصليب الاحمر ،ثم عادت ومددتها لساعتين اخريين بحسب الجيش الاسرائيلي. وبعد الاعلان عن الهدنة، توجهت اجهزة الطوارىء لاخلاء القتلى والجرحى والاشخاص المذعورين الذين بقوا داخل الحي بعد ليلة من قصف الدبابات الاسرائيلية الذي لم يتوقف. المزيد من الصور :