اعتبر مدرب المنتخب الالماني يواكيم لوف أن نهائي مونديال البرازيل 2014 الذي يجمع "ناسيونال مانشافت" بنظيره الارجنتيني غدا الاحد على ملعب "ماراكانا" في ريو دي جانيرو، لا يختلف عن اي مباراة اخرى في الادوار الاقصائية. وسيخوض الالمان النهائي الثامن في تاريخهم بمواجهة "لا البيسيليستي" في اعادة لنهائي 1986 الذي فاز به الاخير قبل أن يعود ويخسر عام 1990 بمواجهة رجال فرانتس بكنباور، وذلك بعد اكتساحهم البرازيل المضيفة 7-1 في نصف النهائي. "بالنسبة لي، لا تشكل هذه المباراة تحديا أكبر من تحدي أي مباراة أخرى في الادوار الاقصائية التي نعلم فيها بأننا سنخرج بحال خسارتنا"، هذا ما قاله لوف الذي يأمل قيادة بلاده إلى اللقب للمرة الاولى منذ 1990 والرابعة في تاريخها، مضيفا "وبالتالي، هذه المباريات تشكل دوما تحديا كبيرا". وواصل "لقد نضجنا كفريق خلال الاشهر الاخيرة وفي البطولة أيضا، لقد اظهرنا امكانياتنا، واصلنا مشوارنا التصاعدي الذي بدأناه منذ اعوام ولن اترك منصبي في حال الخسارة. من البديهي أننا سنشعر بالخيبة في حال الخسارة لكن هذا الفريق يملك مستقبلا ولن تشكل (الهزيمة) مشكلة". اما في يخص المنتخب الارجنتيني واذا كان يتخوف منه، قال لوف: "لست خائفا على الاطلاق. اعلم بان المنتخبين عرفا خلال تاريخهما مواجهات حامية بينهما، ان كان في البطولات الرسمية او وديا. شاهدنا في هذه البطولة بان الارجنتين قوية جدا وتمتع بتنظيم وبتقارب في خطوطها، انها افضل تنظيما واقوى دفاعيا مما كانت عليه في 2010" حين تلقت امام المانيا هزيمة ثقيلة جدا في ربع نهائي مونديال جنوب افريقيا برباعية نظيفة. واعتبر لوف ان الارجنتين ليست ليونيل ميسي وحسب "واذا اعتقدنا ذلك فسنكون مخطئين. يملكون الكثير من اللاعبين الجيدين في الناحية الهجومية، هيغواين، دي ماريا، اغويرو. ليس كل شيء يعتمد على ميسي حتى وان كان لاعب بامكانه خلق الفارق على الدوام، في كل مباراة". ورأى لوف بانه لا يجب الاعتماد على نتيجة المانيا مع البرازيل كمرجع للقاء الارجنتين في النهائي، مضيفا "الارجنتين مختلفة كثيرا، تفتك الكرة كثيرا وتنطلق بهجمات مرتدة سريعة. ستكون مباراة صعبة، لكننا نتمتع بالثقة الكافية. نحن نحترمها، لكننا لسنا خائفين. اذا طبقنا قدراتنا، فسنفور". وعن توقعاته للاستراتيجية التي ستعتمدها الارجنتين، ان كانت ستدافع او تهاجم، قال لوف: "رأينا بان الارجنتين تطورت في البطولة ونحن ايضا. المسألة تعتمد على الظروف. بامكان الارجنتين ان تفعل الاثنين بطريقة جيدة: تمارس ضغطا عاليا على المنافس (اي في منطقته) كما انها تتراجع ايضا وتنطلق للامام عبر ميسي، هيغواين، دي ماريا، الذين بامكانهم التوغل نحو الامام بشكل سريع جدا. بامكان الارجنتين ان تلعب بثمانية او تسعة لاعبين في الخلف والانطلاق بهجمات مرتدة سريعة. يجب ان نكون مستعدين لكل شيء". وعما إذا كان المنتخب الالماني وصل إلى اقصى عطاءاته، قال لوف: "وحده الوقت يحدد ذلك. بعض اللاعبين وصلوا الى قمة عطائهم بشكل مؤكد، لكننا نملك ايضا عددا كبيرا من اللاعبين الشبان، بعضهم ليس هنا معنا وسيكون بانتظارهم بطبيعة الحال المستقبل الباهر على غرار رويس وغوندوغان (حرمتهما الاصابة من المشاركة في النهائيات). أما بالنسبة لغيرهم مثل اوزيل، غوتسه، شورله، خضيرة ونوير، فهم لا يزالون شبانا وبامكانهم اللاعب لاعوام قادمة". وواصل "نملك الامكانيات لنبقى في القمة في الاعوام المقبلة". واجاب لوف على سؤال حول اذا كانت رغبة الالمان بان يصبحوا اول منتخب اوروبي يتوج باللقب العالمي في القارة الاميركية تشكل حافزا اضافيا لهم، قائلا: "في المباراة النهائية، الفوز والعودة بالكأس إلى الوطن هو المهم بغض النظر عن المكان. لكننا نعلم تماما انه بامكاننا دخول التاريخ من خلال تحقيق امر لم يحقق سابقا". وتابع "لطالما فرضت منتخبات اميركا الجنوبية هيمنتها في هذه القارة. ستكون فرحة اضافية اذا اصبحنا اول منتخب اوروبي يتوج باللقب هنا". ولن تمنح المانيا القارة الاوروبية شرف الفوز على اراضي القارة الاميركية باجزائها الثلاث الجنوبية والوسطى والشمالية وحسب، بل ستتوج القارة العجوز باللقب للمرة الثالثة على التوالي للمرة الاولى في تاريخها، اذ سبق لايطاليا ان احرزت لقب 2006 في المانيا بالذات، واسبانيا لقب 2010 في جنوب افريقيا في اول فوز لمنتخب اوروبي خارج اوروبا.