تواصل اسرائيل هجومها الجوي على قطاع غزة الذي اسفر منذ الثلاثاء عن 89 قتيلا بهدف وقف الصواريخ التي تطلقها حركة حماس رغم دعوة الاممالمتحدة الى وقف اطلاق النار. واعلن اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة مساء امس الخميس ان 89 فلسطينيا قتلوا بينهم 20 طفلا واصيب 630 بجروح منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة الثلاثاء. وقال القدرة لفرانس برس «انه بعد استشهاد شاب مساء ارتفع عدد الشهداء الى 89 شهيدا توفي منهم اثنان الخميس متأثرين بجراحهما إثر إصابتهما الاربعاء». واضاف إن بين القتلى «عشرين طفلا و17 امرأة». وتوعدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مساء الخميس اسرائيل ب»معركة طويلة»، وقال ابو عبيدة الناطق باسم الكتائب في بيان «إننا قد أعددنا أنفسنا لمعركة طويلة جداً مع العدو ليست كما يقول بعض قادته لأسبوع أو لعشرة أيام بل لأسابيع طويلة وطويلة جداً». واضاف «إننا لم نستخدم حتى اللحظة إلا القليل القليل مما أعددناه للعدو الصهيوني، وما زلنا نتعامل مع المعركة على أنها معركة محدودة، وسنفاجئكم في كل يوم بالمزيد». وشدد على ان «التصعيد الصهيوني ضد المدنيين الآمنين العزل وسقوط الشهداء من الأطفال والنساء وهدم البيوت لن يزيدنا إلا إصراراً وثقة بالنصر، ولقد رأى العدو أن مستوى ردنا قد تضاعف بسبب جرائمه ونعده بالمزيد». وكانت صفارات الانذار دوت مجددا في القدس التي تبعد 80 كلم من قطاع غزة قبل سماع انفجارات كبيرة. وسقط صاروخان في مناطق غير مأهولة، الاول قرب مستوطنة معالي ادوميم في شرق القدس والثاني على مسافة غير بعيدة من سجن عسكري اسرائيلي في الضفة الغربيةالمحتلة بحسب شهود. وتم اعتراض صاروخين آخريين من جانب نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ. وكانت تل ابيب تعرضت لهجمات مماثلة. وهذا الهجوم العسكري هو الاكبر والاكثر دموية منذ نوفمبر 2012 وجاء بعد خطف وقتل ثلاثة شبان اسرائيليين في 12 يونيو ثم قتل شاب فلسطيني في القدس بايدي يهود متطرفين. ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس اي وقف وشيك لاطلاق النار وقال كما نقلت عنه صحيفة هآرتس «لا نتحدث مع احد في الوقت الراهن عن وقف لاطلاق النار، هذا غير وارد». من جهته، ابلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مكالمة هاتفية بينهما مساء الخميس ضرورة وقف اطلاق النار في قطاع غزة وفق بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية. وقال عباس مساء الخميس امام وفود زارته من مدينة القدس «نحن مسؤولون عن الشعب الفلسطيني لذلك نحن نلح على وقف اطلاق النار نحن في اتصالات مكثفة مع جميع دول العالم لوقف العدوان وواجبنا منذ البداية هو الحيلولة دون وقوع اي شيء ضد ابناء شعبنا وقد بدأنا اتصالات مكثفة مع جميع الاطراف والقيادة في حالة اجتماع دائم من اجل ايجاد حل». واضاف عباس «لا نريد من أي طرف تقديم اي شروط للعودة الى التهدئة لان الاهم هو حقن الدماء، ومصر أجرت اتصالات مع الجانبين ولكن هذه الاتصالات للأسف فشلت كذلك تكلمنا مع الجانب الاميركي وطلبنا أن يوقفوا العمليات العسكرية من جانب إسرائيل، ونحن نقنع حماس بوقف العمليات، ولكن للأسف لم ننجح بذلك ايضا». فيما أعرب الرئيس الأمريكي أوباما خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو عن خشيته من تصعيد المواجهات، كما اقترح وساطته لوقف التصعيد وتسهيل وقف العمليات العسكرية. وقصفت المقاتلات الاسرائيلية الخميس «110 اهداف» في قطاع غزة ما يرفع الى 860 عدد الغارات التي شنتها منذ بدء الهجوم منتصف ليل الاثنين. وفي خان يونس ايضا بجنوب القطاع، قتلت اربع نساء واربعة اطفال في منزلين تعرضا للقصف. وقتل طفل خامس في غارة شمال القطاع. وحذرت منظمة اليونيسيف في بيان من «المعاناة المدمرة» التي تطاول الاطفال في الجانبين. ودعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر جميع الاطراف الى «حماية المدنيين والطاقم الطبي». ورأت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان ان «توجيه انذار لا يعفي الطرف المهاجم من الامتناع عن توجيه الضربات لغير الاهداف العسكرية وعن الامتناع عن توجيه اي ضربة اذا كانت الخسائر والاضرار المدنية غير متكافئة». الا ان العملية الجوية الاسرائيلية لم تنجح في وقف دفعات الصواريخ التي يطلقها مقاتلو حماس وحليفتها حركة الجهاد الاسلامي. والمنظمتان مسلحتان بشكل جيد ومزودتان بصواريخ بعيدة المدى. وفي الساعات ال24 الاخيرة سقط اكثر من 120 صاروخا على اسرائيل واعترضت منظومة القبة الحديدية 24 اخرى. وفي المحصلة سقط 370 صاروخا على اسرائيل منذ بدء الهجوم. وتبنت حماس التي تسيطر امنيا على القطاع الخميس اطلاق صواريخ على تل ابيب والقدس وحيفا التي تقع على بعد اكثر من 160 كلم عن غزة، وكذلك على موقع مفاعل ديمونا النووي. وقال نتانياهو اثر اجتماع للحكومة الامنية الخميس «لا نزال نواجه حملة صعبة ومعقدة». وحض مجلس الامن الدولي على «وضع حد للعدوان الاسرائيلي». ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى وقف لاطلاق النار في مستهل اجتماع طارئ بدأه مجلس الامن الخميس مكررا دعوة «الطرفين الى اظهار اكبر قدر من ضبط النفس». المزيد من الصور :