بمناسبة الذكرى التاسعة لمبايعتنا لمليكنا المفدى، والتي مرت بنا قبل أيام، وشعرنا من خلالها بولائنا الدائم، هذا الشعورالصادق والعفوي عند كل مواطن سعودي على أرض هذا الوطن، أو خارجه تجاه خادم الحرمين الشريفين، والذي نقول من خلاله إننا نجدد لكم البيعة والولاء والطاعة على ما تأسس عليه هذا الكيان من الكتاب والسنّة ليس كل عام، بل كل لحظة، لأننا وجدنا فيكم أيّها الملك الجليل، والقائد المحنك بغيتنا وأنتم الوالد العطوف، والملك العادل القائم على هذه البلاد بما يرضي الله تعالى، ثم شعبكم الوفي، هذا الشعب الذي يبايعكم ملكًا وقائدًا طاعة لله، ومشاركة في تنمية وحماية لهذا الوطن، كيف لا وأنتم الملك والقائد الذي لا يقول لشعبه إلاّ صدقًا، ولا يتعامل معه إلاّ بالوفاء والإخلاص، فجمعتم حولكم القلوب قبل الأجساد، فأمّنتم البلاد، وأسعدتم العباد ونشرتم الرخاء والعدل، والحوار في كل أرجاء الوطن وبين كل المواطنين الذين أحببتموهم فأحبوكم، وعملتم على أن تنال بلادنا أعلى المراتب، فأصبح يُشار إليها بالبنان، ويضرب بها المثل ويفد إليها قادة ومواطني العالم، وأصبح المواطن السعودي، وبلاده شامة بيضاء في هذا العالم المضطرب الذي يعج بالفتن والصراعات، فبعض القادة والحكام فيه إمّا أن يضرب شعبه بالأسلحة المحرمة أو الثقيلة أو يخدع شعبه ومواطنيه والبعض منهم يصفهم بما لا يليق، والآخر يتعالى على شعبه ووطنه، فيسمعون ممّن يتحدث باسمه انه غير محتاج لهذا الوطن، بل إن الوطن هو المحتاج له، وغير ذلك من الأمور والمواقف التي لا يتّسع المجال لذكرها، نشاهدها ونسمعها ليل نهار يندى لها الجبين، ويعجب منها العقلاء، ولأني مواطن سعودي أولاً وأخيرًا، وأتشرّف بانتمائي إلى كتاب الصحف في بلادي، وأزعم أني مطلع على كثير من الشأن الداخلي لدينا، وأقارنه بما هو عليه وضع كثير من دول العالم، ليس العربي أو الإسلامي، بل العالمي فأجد حقيقة شيء عظيمًا قد أنجز خلال تسع خطط خمسية مضت لم ينجز مثلها عند غيرنا في مجالات عدة وأهمها بناء الإنسان وتنمية المكان، والواقع يشهد بذلك، فكان لزامًا علينا رد الجميل، وحماية هذا الوطن، وأن نكون جميعًا كل حسب قدرته ومن موقعه درع لحماية هذا الكيان والذود عنه ممّن يحاول المساس بذرة من ترابه أو الإخلال بأمنه، أو التعدّي على حدوده، أو الإساءة إلى مواطنيه، أو إعطاء صورة غير حقيقية عنه، أو تشويه صورته في الداخل أو الخارج، وأن نقوم بذلك لوطننا وقيادتنا وشعبنا طاعة لله تعالى، ثم بيعة لقيادتنا الرشيدة، ووفاءً لهذا الوطن العزيز ومواطنيه الأوفياء الذين يستحقون الكثير، والله المستعان.