* كانت أسواق الطائف ومكة وجدة قبل (30) سنة تقريبًا تكتظ بمنتجات قرى الحجاز الزراعية كبني مالك وثقيف وبلحارث وبني سعد.. وخاصة الفواكه كالعنب والحماط والمشمش والتفاح والبخارى والرمان واللوز البجلي المنسوب إلى بجيلة بني مالك. * ومع مرور الزمن وقلة الأمطار وانعدام الدعم لهذه النشاطات البيئية وكثرة الهجرة من القرية للمدينة تضاءل هذا النشاط عن ذي قبل وكاد ينعدم كلية للأسباب المشار إليها. * وقد استمعت ذات يوم إلى لقاء سياحي عبر التلفاز السعودي عن الطائف والقرى السياحية المرتبطة به والجهود المبذولة من الهيئة العامة للسياحة ممثلة في رئيسها النشيط صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان والتطلعات التي يأمل سموه في تحقيقها إضافة إلى ما تحقق منها خلال الفترة الماضية ومنها العناية والاهتمام بدعم الزراعة في المناطق السياحية وغيرها من القرى المشهورة بالزراعة لتسترد ماضي عهدها الزاهر باعتبارها من مقومات السياحة، وهي لفتة يشكر عليها سموه. * إن الدولة -أيدها الله- حريصة على أن تستعيد تلك المناطق والقرى ماضيها الزراعي الزاهر (إنتاجًا وتسويقًا) وكذا إيقاف الهجرة من القرى للمدن بتوفير المعاهد الصناعية والكليات المتخصصة وإنشاء السدود وحفر الآبار الجوفية والإعانات المادية وتوطين الوظائف لأبناء تلك القرى والهجر.. كل ذلك من أهم الوسائل الداعمة لإيقاف الهجرة وتنشيط الحركة الزراعية ونجاحها. * إن الدراسات والآليات الإستراتيجية التي رسمها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لا تقتصر في مفهومها على السياحة فحسب، بل تعالج في بعض بنودها دعم وتشجيع الزراعة والمزارعين في المدن والقرى المتناثرة من حيث الزراعة والهجرة لاستعادة ماضيها الجميل (إنتاجًا ووفرة). * إن عناية الدولة والجهات التنفيذية بالزراعة وتوفير الأسباب التي تحقق متطلباتها، والتي أشرت إلى معظمها أعلاه، يحقق ما يتطلع إليه أهالي تلك القرى والهجر (استقرارًا ونشاطًا) في الحاضر والمستقبل، ويغني البلاد عن استيراد كثير من المنتوجات الزراعية، ويحقق الاكتفاء الذاتي في مجالها. * ولن يتأتى ذلك إلا من خلال دراسة جادة ومستفيضة لحل هذه الأزمة، وإحياء ماضي ونشاط الحياة في تلك الجهات وفق متطلبات العصر وظروف الحياة التي تملي علينا أن تتساوى القرية والمدينة (حياتيًا ومعيشيًا ونهوضًا).. وبالله التوفيق.