من الحقائق التي لا شك في نتائجها الغباء، أو التغابي، أو التغافل في كثير من المواقف حكمة وذكاء، خاصة تلك المواقف التي قد يغير أثرها مسار بوصلة سلوكنا إلى مسار الثأر والانتقام. كم من مواقف مرّت بنا، انعدمت عندها قدرتنا على فهمها، أو استيعابها، أو التعامل معها بأي شكل من الأشكال، وكم من مرة نقف أمام التعاطي معها حد التجمّد. يفاجئنا البعض بالتطفل والنخر في تفاصيل حياتنا دون إذن منا، لا لشيء اللهم إلاّ أن الفضول المقيت استحوذ على سلوكهم، وحوّل اهتمامهم من الانشغال بحالهم إلى الانشغال بما لدى الآخرين.. وحقيقة أن الفراغ مفسدة للوقت والعقل والسلوك.. مقولة تؤخذ على محمل الجد. - يقولون إن التغابي أسلوب العباقرة، كما قالوا أيضًا إن هناك أناسًا تستقبل الفعل برد فعل كالثلج، وآخرين يستقبلون الفعل برد فعل من جمر. كثيرًا ما تواجه في حياتك من يمارس عليك خبثه، ويعمد في كل شاردة وواردة إلى إقحام نفسه، والتدخل في خصوصياتك دون وجه حق، فيدفع بك إلى انفلات في ردود أفعالك، ويصل بك الأمر إلى حالة من الغضب تفقدك السيطرة على نفسك، وأنت بذا قد مكنته منك، ووصل مراده.. وغالبًا ردود أفعالك مع هكذا أناس محسوبة عليك.. فأنت لا تؤذي إلاّ نفسك!!. متى ما تيقنت أن تلك الممارسات ما هي إلاّ نهج من لا يملك في الحياة شيئًا إلاّ الفراغ، ثم الفراغ من كل شيء، وأن ردود أفعالك ينبغي أن تأخذ نهج الحكمة فأنت في أول الأمر وآخره المنتصر عليه لا محالة.. ليس الغبي بسيدٍ في قومه لكن سيّد قومه المتغابي. [email protected]