بيد أن الوضع هنا مختلف كثيرًا، وبه ما يدعو للمحاسبة بواقعية وصرامة، كون العمل المتحدث عنه لاحقًا صادرًا عن أمانة عامة يعمل بها من الكوادر من هم على قدر كبير من العلمية والعقلانية والأمانة على ما أحجو، فدليل الأدباء بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والصادر عن الأمانة العامة للمجلس بالتعاون مع دار المفردات بالرياض للنشر والتوزيع، والتي قامت بإعداد هذا الدليل في طبعته الثانية 2013م في مجلد أنيق وفاخر؛ هذا الإصدار الخائن في مضامينه يدعو للتساؤل عن الجدوى منه، والتي لا تقدم نفعًا في ظل منهجية اللصق واللزق والبحث عن الربح بعيدًا عن المصداقية التي يتطلبها إعداد وتقديم مثل هذا العمل وإخراجه للقارئ في تغييب متعمد عن السير في أدنى معايير الأمانة الأدبية خاصة وأن هذا الدليل يعد نافذة تطل على سير ذاتية مقتضبة عن أدباء دول الخليج العربي باختلاف توجهاتهم، وإنك لتصاب بالدهشة والحيرة وأنت تقرأ في مستهل الدليل وعلى صفحة الغلاف ما كتبه الأمين العام للمجلس ما نصه: (لقد بذلت جهودًا حثيثة في تحسين الأداء والمادة العلمية في إعادة نشر هذا الدليل وحرص القائمون بإعداده وتحريره على مراعاة أن يكون شاملًا وأن يتحروا فيه الدقة والأمانة. وأن تكون السير المجددة بأقلام الأدباء أنفسهم، لأنهم أعرف من غيرهم بما يحتاج هذا الدليل من معلومات تخدمهم...)، ومع مثالية هذا الطرح إلا أن الواقع لا يشهد له ولا يعزز وجوده قبل صدور الطبعة الثانية ولو قُدِر لك سؤال غالبية الأدباء المتحدث عنهم وأنا أحدهم عن الآلية التي تم التعامل بها مع معدي هذا الدليل لظل التساؤل قائمًا دون إجابة سوى الدهشة التي تعلو محيا المسؤول لك حينها. إن إعادة نشر مثل هذا السير يتطلب عناءً كثيرًا ربما ثقل على المعدين لهذا الدليل فتجاوزه عمدًا وثقة عمياء وعملوا على اللجوء إلى النسخ واللصق من النسخة الأولى لذلك جاءت جل المعلومات الشخصية للمتحدث عنهم قديمة وكأنما وقف الأديب عند معلوماتهم السابقة ولم يتطور ويقدم ما يشفع له عند المناط بهم التثبت من واقع الأدباء وسؤالهم عن حال صاروا إليها بعد حين من الدهر منذ الطبعة الأولى وحتى الثانية بثوبها القشيب ليس إلا وفي عقد مقارنة بين الطبعتين ما يغني عن الاستمرارية في هذه المغالطات التي قام بها الدليل إلا من رحم الله من الأدباء وكان للمصداقية معهم حال في هذا الدليل وهم قلة أمثال معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محي الدين خوجة وصاحب الابتسامة الدافئة الدكتور عبدالعزيز السبيل والحبيب عبدالله الصيخان والحديث هنا عن أدباء المملكة العربية السعودية فقط والقارئ البصير يدرك البراهين الدالة على هذا الغش وخذوا سيرة الروائي عبده خال والروائي أحمد الدويحي مثلًا حيًّا قبل الحديث عني سيرتي والتي توقفت عند صدور ديواني الشعري الثاني الصادر عام 1427ه دون تعريج على الديوان الثالث عام 2006م والرابع الصادر عام 2012م وجعلي عضوًا في اللجنة الثقافية بالنادي الأدبي بالباحة وأنا عضو مجلس إدارة بالنادي منذ سنوات عدة مع بريد إلكتروني خاطئ ورقم هاتف خاطئ. مع يقيني التام من وجود الجم الهائل من المغالطات الأخرى لغيري من مثقفي ومثقفات المملكة. إن الأمل والثقة التي زين بها الدليل في آخر صفحاته لم تكن عونًا رئيسًا في الوصول لعين الرضا الراغب امتلاكها هذا الدليل حتى تحقق الإفادة منه وذلك لغياب أرضية الأمانة العلمية التي قام عليها الدليل وخرج بها للناس وما كان أعرج الفكر فخطاه لا محالة عرجاء. (*) عضو مجلس نادي الباحة الأدبي