تناقلت وسائل الإعلام نبأ مقتل نمر عربي في وادي نعمان بين مكة والطائف على يد راعي إبل، يقال إنه كان يهاجم ماشيته فأعد له كمينًا بأن وضع له السم في لحم إحدى فرائسه، وفي صباح اليوم التالي تأكد راعي الإبل من أن النمر قد ابتلع الطعم المسمم، ومن يتابع تعليقات متابعي الخبر يجدهم في الغالب يصبون جام غضبهم على راعي الإبل الذي قتل النمر، ولم تتوفر المعلومات عمّا إذا كان صاحب الإبل قد رأى النمر من قبل أو أنه كان يعلم أن الذي يعتدي على ماشيته هو هذا الكائن، ربما كان صاحب الماشية أو الإبل يتوقع أنه ذئب أو كلب أو نحو ذلك ولو كان يعلم أنه النمر العربي النادر لكان أبلغ الجهات المختصة التي سوف تساعده في التعامل مع الموضوع. غير أن الحقيقة الغائبة هي أن التوعية قليلة والإعلام مقصر في نشر ثقافة المحافظة على الثروة النادرة من الحيوانات والطيور والنباتات وسواها وبخاصة لدى سكان المناطق التي تعيش فيها مثل تلك النوادر، ماذا عسى أن يعرفه الهذلي الذي يعيش في شعاب جبال نعمان والسراة عما تقوم به الحياة الفطرية من جهود إذا لم يصلوا إليه ويتحدثون معه ليكون واحدًا من المتعاونين مع فرق العمل بل لابد أن يكون من بينهم أعضاء في فرق العمل الفاعلة فيما يخص الموجودات النادرة من الكائنات في منطقتهم، وليس لأحد أن يلوم رجال البادية أو رعاة الإبل حينما يتصرفون منفردين للحفاظ على ثرواتهم الحيوانية حتى لو كانت جميعًا لا تساوي قيمة نمر عربي نادر يوشك نوعه أن ينقرض من على وجه الأرض ما دامت الجهات المختصة تعرف أنه موجود في جبال السراة ولم تبلغ قبائل هذيل أو بني سفيان أو بني العمومة قبيلة النمور. أيتها الشجاعة، رموزك تتساقط تباعًا، ليس بين الجحافل والفيالق، بل حتى في البيد القفار والفيافي، يقتلك الجهل فجرًا، والسم غدرًا، ويشم رأسك التراب وأنت معلقة على قارعة الطريق.