في مرحلة معينة تصبح قيمة الدقيقة تساوي شهرا من الزمن ويظهر ذلك عندما يضيّع أحدنا كل الفرص المتاحة أمامه للتعامل مع مشكلة ما واجبة الحل فيتهاون إلى أن يحين الوقت الذي لا ينفع معه التأجيل أو الانتظار. في المشهد الاتحادي واضح أن الحبايب مكبّرين المخدة وغاطسين في نوم عميق في وقت يواجه فيه ناديهم الخطر بعينه بعد أن توالى صدور أحكام الفيفا ضده والأكيد أن معظم المؤشرات توضح أن نادي الاتحاد مدان في أغلبها ولا سبيل أمامه إلا الوفاء بالحقوق. فرحة الاتحاديين بنتائج لجنة الرئاسة العامة لا أجدها مبررة لأنها تحولت إلى حقنة مخدرة غيبت الاتحاديين عن واقعهم الراهن وما تتطلبه المرحلة من إيجاد حلول سريعة وفعالة وواقعية.. فتشت في صفحات ما تسرب من تقرير اللجنة فلم أجد أي بارقة أمل قد تساعد الاتحاديين على مواجهة هذا الموقف الصعب جدًا فهل خيل لهم أن توصيات اللجنة وما سيعقبها من قرارات سمو الرئيس العام سوف تحمي ناديهم من عقوبات الفيفا الصارمة إذا كانوا كذلك فهم ولا شك يسيرون في الاتجاه الخاطئ لان من سربت اسماؤهم من إداريين أو أعضاء شرف ليس مقتنعين أساسًا بفرضية تحميلهم المخالفات المالية والهدر المالي الذي شكل هذا الوضع المؤسف أو على أقل تقدير هم عاجزون عن التسديد أو الوفاء بما عليهم هذا إذا سلمنا أن هناك جهة رسمية تملك سلطة إرغامهم على السداد فالرئاسة العامة ليست ذات صفة تخولها إقامة الدعاوى عليهم أمام الجهات المختصة وهذا أيضًا ينطبق على نادي الاتحاد نفسه وتبقى الجهة الوحيدة التي تملك هذا الحق هي الجمعية العمومية للنادي ولا يتطلب ذلك إلا مجرد بلاغ يتقدم به عضو أو أكثر من أعضاء الجمعية إلى لجان فض المنازعات التجارية أو المحاكم الشرعية ضد كل من يثبت في حقه التقصير أو التلاعب بحقوق النادي.. وسواء كانت الدعاوى مقامة بطلب من الرئاسة العامة أو النادي أو الجمعية العمومية فإن البث في مثل هذه القضايا يستغرق وقت طويل قد يمتد إلى سنوات وهذا بالتأكيد ليس في صالح نادي الاتحاد ولا يساعد القائمين عليه في حل مشكلاته العويصة. يبقى أن تعمل إدارة إبراهيم البلوي ومعها المخلصون من أعضاء الشرف على البحث بجدية في كيفية تدبير ما يحتاجه النادي من التزامات مالية لأن الزمن لا يتوقف ولأن النوم في العسل لا يحل المشكلات وهناك واقع ينبغي التعامل معه بكل جد واجتهاد. فاصلة : هل صحيح أن نادي الاتحاد أصبح من الأطلال بعد أن كان صرحًا فهوى؟.. الله يستر.