أحدثت حلقة داوود الشريان في برنامجه الثامنة، التي اتهم فيها بعض شيوخ الدعوة بتحريض الشباب على الجهاد والتغرير بهم، ردود فعل ما بين مؤيد ومعارض لما تم بثه في الحلقة. إلا أن نسبة كبيرة من الردود كانت غاضبة ومستبسلة في الدفاع عن الشيوخ والتحذير من نقدهم أو التفوه عليهم بكلمة ،لأنهم يمثلون الدين. وهذه ردود الفعل الغاضبة والعنيفة هي أمر معتاد من قبل البعض عندما يتعلق الأمر بنقد داعية أو شيخ، بغض النظر عن فتاواه المتشددة أو أفعاله. ولكن ما يغيب عن البعض، بأن جميعنا بشر يصيب ويخطئ، ولا يوجد شخص منزّه عن الخطأ أو فوق النقد، ومع ذلك فقد أحاط البعض بعض الشيوخ المتشددين بهالة من التقديس ليكونوا محصنين من أي نقد، رغم أن لهم فتاوى متشددة تحث على الكره والإقصاء والقتل. وبغض النظر عن ما يقوم به هؤلاء الشيوخ المتشددون، فإن البعض دائماً يجد لهم الأعذار، حتى وإن قام بالاعتداء على حقوق المؤلف وسرق كتاباً دون أن يحصل على إذن الكاتب أو غيّر وجهة نظره مائة وثمانين درجة وأصبح معتدلاً بعد أن كان متشدداً، بعد أن هلك بسببه العديد من شباب الوطن في ساحات المعارك بدعوى الجهاد وانخراطهم في الجماعات الإرهابية. ورغم ذلك، ما إن توجه أي نقد لهؤلاء الشيوخ المتشددين، إلا وتجد السهام قد وجهت لك من كل صوب، لتنعتك بالليبرالي والعلماني وغيرها من النعوت، وذلك لتكميم فمك وتحذرك بأن لحوم العلماء مسمومة! ليس الغرض هنا الهجوم على الدعاة، أبداً فهناك العديد من الدعاة المعتدلين الذين يجب أن يسمع صوتهم، ولكن الغرض هو نقد صوت التشدد الذي تغلغل في المجتمع بعد أن تركت له الساحة لفترة طويلة ليعبث في مناهجنا التعليمية ومنابر مساجدنا ويبث سمومه في المجتمع. هذا الصوت الذي سيطر على عقول العديد من شبابنا، وعزلهم عن مجتمعهم وأهلهم ليسمعوا فقط له، وليصبحوا له لقمة سائغة يمضغها ثم يلفظها في أي مكان أو دولة كقنابل جاهزة تمشي على قدمين. هذه القنابل قابلة للانفجار في مجتمعهم ودولتهم، ليهلكوا ويهلك معهم العديد من الضحايا الأبرياء، ويظل صوت التشدد شامخاً متلذذاً بالقتل والهلاك.!! نحن في أمس الحاجة الآن بأن نقف صفاً واحداً ضد التشدد ومحاربته، بسبب ما عانينا منه لفترة طويلة، بغض النظر عن أسماء ونجومية بعض الشيوخ أو الدعاة، لأن فتاواهم التي يصدرونها لا تقتصر عليهم فقط، وإنما ينكوي منها المجتمع وتحرق أجيال من شبابنا المغرر بهم. [email protected] تويتر: Qmetawea [email protected]