قام المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بتوحيد المملكة تحت راية واحدة، والتي تحوي تحت طيّاتها شعبًا بمختلف الأطياف والثقافات، ليكوّن نسيجًا اجتماعيًا مترابطًا، وهذا النسيج الاجتماعي يحتوي على أكثر من مذهب والعديد من الطوائف، وكلها تدين بالإسلام وتحت راية وطن واحد، ولا ننكر وجود تباين مذهبي وطائفي واختلاف في وجهات النظر منذ القدم، إلا أن هذا أمر طبيعي في ظل وجود التعددية في المجتمع، وهذا كائن في أغلب الدول التي يوجد فيها طوائف ومذاهب وثقافات مختلفة، وفي بعض الأحيان أديان مختلفة. ولفهم الآخر وتقبله، فإنه لا مناص عن لغة الحوار بين أطياف المجتمع، ولذلك أمر الملك عبدالله -حفظه الله- بإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، والذي من أهدافه الحوار بين أطياف المجتمع لرأب أي تصدع أو تشقق فيه، ليظل مترابط كالبنيان يشد بعضه بعضا، وإن كان يوجد بعض المتشددين على ضفاف نهر الوحدة الوطنية، والذين همّهم الوحيد هو زرع بذور الفتنة الطائفية في المجتمع عن طريق بث المعلومات الكاذبة والمغلوطة في بعض الأحيان عمّن يختلفون معه، حتى إن الأمر قد وصل -في فترات مضت- إلى حد التكفير والخروج من الملة، فقط لتعزيز النظرة الإقصائية، وهذا قد يؤدي إلى توجُّسٍ لا تُحمد عقباه بين أبناء الوطن الواحد، وهو ما يهدف له أعداء الوطن من الخارج. إننا كلنا في هذا الوطن أبناء له وتحت رايته، همّنا الوحيد هو رفعته، بغض النظر عن المذهب أو الطائفة، ليظل دومًا شامخًا يتسع الجميع، ولذلك فإنه يجب ألا نلتفت لمهاترات وسموم البعض الذي يرغب في نفثها في المجتمع لشرخ لُحمته، ونكون أكثر وعيًا بعدم الإصغاء إلى أصوات التشدد، ولننظر للدول التي حولنا التي اكتوت بنار الطائفية المذهبية المقيتة، واشتعلت فيها نار الفتن التي لم تنطفئ، وحرقت الأخضر واليابس، ونُرجِّح صوت العقل، ونعي بأننا أولاً وأخيرًا نقطن في وطن واحد، بغض النظر عن تباين معتقداتنا ووجهات النظر فيما بيننا، ويجب أن نحترم بعضنا وننبذ ثقافة الكره والإقصاء. وهذا ما يجب أن نكون عليه في هذا الوطن الغالي، تعايش من الآخر وقبوله كما هو، لأن هذا الوطن هو وطن الجميع بمختلف طوائفه وأعراقه وثقافاته، ويجب أن يظل كذلك. [email protected] تويتر: Qmetawea [email protected]