تحبس مصر أنفاسها بانتظار تفاعلات الذكرى الثالثة للثورة التي تحل غداً مع إعلان الفرقاء السياسيين على اختلاف توجهاتهم التظاهر فيها، احتفالاً واحتجاجاً، خصوصاً بعدما سبقت التظاهرات أعمال عنف أدت إلى مقتل 5 جنود في الشرطة بهجوم مُسلح استهدف مكمناً في محافظة بني سويف وسط البلاد أمس، ومقتل طالب في اشتباكات بين الشرطة وطلاب «الإخوان المسلمين» في محيط جامعة الإسكندرية. وسعى الرئيس الموقت عدلي منصور إلى تبديد مخاوف من عودة الممارسات القمعية لجهاز الشرطة، مؤكداً في كلمة خلال حضوره احتفالات الشرطة بعيدها الذي يتزامن مع ذكرى الثورة، أن «الدولة البوليسية ولّت إلى غير رجعة». وشن هجوماً ضمنياً على جماعة «الإخوان» التي حملها مسؤولية «العنف» واتهمها ب «خطف ثورة يناير»، قبل أن يتعهد «الانتصار على قوى الإرهاب». وسعى إلى نفي ارتكاب الشرطة «تجاوزات»، في رد ضمني على تقرير أصدرته منظمة «العفو الدولية» ورد فيه أن مصر شهدت «سلسلة من الضربات المدمرة» لحقوق الإنسان وعنفاً من قبل الدولة «على نطاق غير مسبوق»، ما رفضته وزارة الخارجية المصرية، التي اعتبرت التقرير «غير واقعي وغير متوازن». ومع ترقب تحديد موعد انطلاق الاستحقاق الرئاسي المتوقع في آذار (مارس) المقبل، أعرب رئيس الوزراء حازم الببلاوي عن تأييده ترشح وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي للرئاسة، معتبراً في تصريحات لوكالة «رويترز» على هامش منتدى «دافوس» الاقتصادي في سويسرا أمس، أن السيسي «يحظى بشعبية كبيرة وسيكون مرشحاً يمكن الاعتماد عليه. لكن القرار النهائي سيكون للشعب». ويتظاهر غداً أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضوه، وأيضاً مؤيدو وزير الدفاع ومعارضوه وسط استنفار أمني لافت وتحذيرات متتابعة تطلقها وزارة الداخلية للتحذير من مغبة انحراف مسار التظاهر إلى أعمال شغب وتوعد باستخدام الرصاص الحي لصد أي هجوم قد يستهدف مؤسسات الدولة. وكان «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي دعا إلى تظاهرات «لاستكمال مسار ثورة 25 يناير من جديد» يفترض أن تنطلق اليوم وتستمر 18 يوماً، فيما قالت ل «الحياة» الناطقة باسم حركة «تمرد» المعارضة ل «الإخوان» مي وهبة، إن الحركة ستتظاهر في ميدان التحرير وفي محيط قصر الاتحادية الرئاسي غداً «للاحتفال بثورة 25 يناير». وأضاف: «نتمنى ألا يحدث صدام مع الإخوان، ولو نجحوا في اختراق ميدان التحرير سندعو الشعب المصري إلى مغادرته لمنح قوات الأمن فرصة للتعامل مع المخربين». ودعت حملات عدة تُطالب السيسي بخوض انتخابات الرئاسة المقبلة إلى الحشد في ميدان التحرير ورفع صوره من أجل مطالبته بالترشح. لكن المنسق العام ل «حركة شباب 6 أبريل» عمرو علي، قال ل «الحياة» إن حركته ستتظاهر في التحرير «للاحتجاج على الانحراف بمسار الثورة»، رافضاً رفع أي دعاية لانتخابات الرئاسة في الميدان. وكانت «جبهة طريق الثورة» التي تضم أحزاباً وحركات شبابية أعلنت تنظيم مسيرتين إلى ميدان التحرير للمطالبة ب «تحقيق أهداف الثورة». وأعلن حزب «مصر القوية» الذي يترأسه القيادي السابق في «الإخوان» عبدالمنعم أبو الفتوح مشاركته في إحياء ذكرى الثورة للمطالبة ب «تحقيق مطالب الثورة وليس الاحتفال». وقاطعت قوى أخرى التظاهر، منها «الدعوة السلفية» وذراعها السياسية حزب «النور» و «تيار الشراكة الوطنية» و «شباب جبهة الإنقاذ» و «تنسيقية 30 يونيو» و «جبهة الشباب الليبرالي» و «شباب حزب الجبهة» و «المجلس المصري للشباب» و «ائتلاف فناني الثورة». ولم يُعرف ما إذا ما كانت قوات الأمن ستسمح بالتجمع في ميدان التحرير أم لا، وإن كانت وزارة الداخلية حذرت من التظاهر من دون الحصول على إذن وفقاً لمقتضيات قانون التظاهر.