أكد شهود عيان لحادث حريق محطة كيلو3 جنوبجدة، أن السبب الرئيس في نشوب الحريق وتفاقم الأمر هو إهمال موظفي المحطة، حيث ان العامل المسؤول عن تفريغ ناقلة البنزين داخل خزان المحطة، كان منشغلًا بالحديث مع عمال المحطة بعيدًا عن الخزان دون أن يعير عملية التفريغ أي انتباه. وذلك على خلفية مصرع شخص ظهر أمس الأول خلال احتراق 5 سيارات على طريق مكة - كيلو 3، كانت متوقفة في إشارة مرور، وقد نشب حريق بجوار محطة وقود جراء تسرب البنزين من شاحنة كانت تفرغ حمولتها في خزان المحطة. وكانت «المدينة» قد توجهت لموقع الحادث وهناك التقت عددا من عمال المحلات الواقعة في نطاق المحطة، حيث استنكروا أن يتم تفريغ محتوى ناقلة البنزين في وقت الذروة حيث تشتد حرارة الشمس وفي وقت انصراف طلاب المدارس وسط ازدحام الشوارع المحيطة بالمحطة. وقال خالد عبدالله وهو بائع في أحد المحلات الموجودة داخل المحطة قائلًا إن المتوفى هو أحمد محمد الحداد يمني الجنسية وهو أحد زبائن المحل الدائمين، وقال قد فوجئت بعد دقائق من خروجه من المحل بصوت انفجار هز أركان المعرض، وذلك من جهة خزان المحطة واتضح أن السيارة التي انفجرت هي سيارة (أحمد) حيث كان يحاول جاهدًا الخروج منها لكن دون جدوى، حيث انتشرت النار لتحيط بسيارته وبالسيارات القريبة منه لتحتجزه داخل مركبته، وبعد محاولات عِدة كانت على مرأى من الحاضرين خرج من سيارته بعد أن احترق معظم جسده، حيث لم تزل النار مشتعلة في جسده، وما هي إلا لحظات حتى فارق الحياة. وقد اختتم خالد عبدالله حديثه قائلًا ان المتوفى كان من أصحاب الابتسامة الدائمة وكان على خلق رفيع وكان قد سلم على موظفي المحل بعد أن أنهى عملية الشراء كأنه سلام وداع فما هي إلا دقائق قليلة كانت تفصله عن أجله المقدر. ثم تحدث محمد مصطفى أحد الموظفين بالموقع، حيث قال انه لاحظ اختفاء عمال المحطة فور نشوب الحريق، وأن قائد الناقلة فور مشاهدته لألسنة اللهب انطلق للبحث عن طفاية للحريق والتي لم يستطع استخدامها لعدم معرفته بطريقة عملها قبل أن يستقل الناقلة ويغادر الموقع. وأبدى محمد مصطفى استغرابه من أمر العامل حيث انه قام بالبحث عن طفاية للحريق داخل المحطة مع أنه من المفترض أن تكون هناك أكثر من طفاية داخل الناقلة وبالقرب من محبس التفريغ الخاص بالناقلة، كما قال ان الإهمال هو السبب الرئيسي في نشوب الحريق حيث ان العمال لم يكونوا متواجدين بالقرب من الخزان أثناء تفريغ الوقود، الدليل على ذلك أن البنزين قد انتشر ليصل إلى السيارات المتوقفة بالإشارة دون أن يلحظ أحد منهم ذلك، بالإضافة إلى أنه لم يلاحظ وجود أيٍ من أدوات السلامة بالقرب من الناقلة أوالخزان. شارك أيضًا في الحديث محمد خان قائلًا ان عمال المحطة هم من مخالفي نظام الإقامة والعمل حيث انهم فروا من الموقع فور مشاهدتهم ألسنة اللهب دون أن يحاول أحد منهم المساعدة أو أن يقوموا باستخدام طفايات الحريق، مضيفًا أنه ومن وقت نشوب الحريق حتى وقت زيارة (المدينة) للموقع لليوم الثاني من أجل متابعة الحادثة لم ير أحدًا منهم. والد المتوفى بعد ذلك توجهت «المدينة» إلى مقر عمل والد المتوفى بحي باب مكةجنوبجدة ولم تجده، وقد التقت هناك ب (سعيد الغامدي) جار المتوفى والذي فوجئ بخبر وفاة الابن الأكبر لجاره، وقد قال ان المتوفى (أحمد) كان يتمتع بخلق رفيع وحسن المعاملة مع الآخرين كما كان يعمل مع أبيه في نفس المجال. بعد ذلك قام باصطحابنا إلى بيت والد المتوفى حيث نقلت (المدينة) إلى أهله وذويه خالص التعازي والمواساة. وهناك قال محمد الحداد والد المتوفى ان أحمد قد خرج صباحًا لإيصال أخته إلى المدرسة وأثناء تأخره حاول الاتصال به عدة مرات إلا أن هاتفه كان مغلقًا مما أثار داخله القلق، كما حاول إخوانه ورفاقه الاتصال به أكثر من مرة لكن دون جدوى وفي الساعة الحادية عشرة والنصف قام أخو المتوفى بالاتصال على والده ليخبره عن حريق نشب في محطة للوقود بكيلو 3 بعد أن انقطع اتصاله بأخيه أحمد، حيث انه لم يكن يعلم أن أخاه هو الضحية في هذا الحريق وقد طلب منه والده الابتعاد عن الموقع ومغادرته إلا أنه شاهد سيارة أخيه وسط ألسنة اللهب مما جعله يقف مصعوقًا أمام هذا المنظر بعد أن شاهد أخاه مستلقيًا على الأرض وقد أكلت النيران جسده ليفارق الحياة أمام ناظريه. وقد استكمل والد المتوفى حديثه قائلًا انه قد توجه إلى أكثر من مستشفى للبحث عن ابنه قبل أن يتوجه إلى الدفاع المدني ليعلم هناك أن من فارق الحياة هو ابنه بالفعل وقد طلب الدفاع المدني من والد ووالدة المتوفى اجراء تحليل ال DNA للتأكد من هوية المتوفى ولإجراءات أمنية أخرى والتي تظهر نتائجها في يوم الاثنين. كما أبدى الأب المكلوم استنكاره من تهاون صاحب المحطة بأدوات السلامة والسماح لصاحب الناقلة بتفريغ الوقود في الخزان في وقت الذروة، لاسيما أن موقع المحطة يقع وسط مكان مكتظ بالمارة والسكان، كما أبدى استغرابه من السماح لهذه الناقلة بالتجول بين الأحياء وفي وقت انصراف بعض الطلاب من مدارسهم حيث ان هذا الوقت تكون فيه الشوارع أشد ازدحامًا. وقال والد المتوفى: آمل أن يتم الانتهاء من أوراق الدفن في أسرع وقت مختتمًا حديثه بأن إكرام الميت دفنه. أخو الضحية وقد التقت «المدينة» أيضًا إبراهيم أخو المتوفى والذي كان هو وأصدقاؤه في انتظار عودة أخيه ليتناولوا الغداء سويا كالعادة، وقال انه عندما تأخر أخوه قام بمحاولة الاتصال به عدة مرات ليجد هاتفه مغلقًا وما هي الا أقل من نصف ساعة حتى وصلهم خبر ومشاهد من الحريق والذي أثار في أنفسهم الخوف قبل رؤيتهم لسيارة أحمد وسط ألسنة اللهب. أصدقاء المتوفى واستكمل الحديث سعود المجاشي صديق المتوفى قال ان خبر الوفاة كان أشبه بصاعقه، حيث انهم كانوا في انتظاره ولم يكن بالحسبان أنه سوف يخرج ولن يعود، كما طالب بمحاسبة صاحب المحطة والعمال المسؤولين عن وقوع هذا الحريق جراء تهاونهم وإهمالهم لإجراءات السلامة. وأضاف عامر سالمين صديق المتوفى أنه لولا لطف الله ثم وصول فرق الإطفاء في الوقت المناسب لكانت الخسائر أكبر، كما استنكر فعل صاحب المحطة حيث انه لم يقم بالاتصال على أهل الميت أو مواساتهم لا سيما وأن تفريطه وإهماله كان سببًا في فقدانهم لابنهم الأكبر والبالغ من العمر 28 سنة. المزيد من الصور :