أطلق صندوق تنمية الموارد البشرية في المملكة العربية السعودية عدة جوائز في شهر سبتمبر الماضي بعنوان (إصرار) لتكريم الشباب السعودي الذي يسعى إلى النجاح في سوق العمل وذلك على ما حققوه من مراكز نتيجة للمثابرة، ولتحليهم بقوة الإرادة والإصرار على النجاح . وتهدف جائزة الإصرار إلى الاحتفال بشباب وشابات المملكة الذين سعوا واستمروا في سعيهم للتغلب على الصعاب التي واجهتهم، سواء في إيجاد فرص عمل مناسبة أو في إنشاء مشاريع ريادية خاصة بهم. وتأتي هذه الجائزة لتدعم روح المبادرة والعزيمة لدى الشباب ، في وقت يزداد فيه التركيز وبشكل كبير على ثقافة تبجيل المشاهير باعتبارهم مقياساً للنجاح عند الكثير من الشباب. ويأتي دور " جائزة الإصرار" لإظهار أهمية مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف، بالرغم ممن قد يرافقها من خيبة أمل وذلك بهدف إيصال رسالة واضحة لشباب وشابات المملكة بأن " النجاح لا بد أن يتحقق مع المثابرة ", وتسعى الجائزة إلى غرس الثقة في نفوس الشباب وتشجيعهم على المثابرة والإصرار على إيجاد وخلق فرص عمل في ظل المنافسة المتزايدة في سوق العمل, وتركز اهتمامها على قصص شباب وشابات استطاعوا بعزمهم تحويل الأحلام إلى واقع بالرغم من التحديات واضعين بذلك أقدامهم على أول خطوة على طريق النجاح . وتقيّم مشاركات المتسابقين واختيار الفائزين بناءً على معايير محددة من قبل لجنة من المختصين والحكام المعروفين, ويحصل كل من الفائزين على جائزة نقدية مقدارها 100 ألف ريال سعودي وذلك لكلٍ من فئتي الجائزة التي تختص الأولى منها بأكثر الموظفين إصراراً يليها أكثر رواد الأعمال إصراراً . من جانبه أشار معالي وزير العمل المهندس عادل بن محمد فقيه إلى أن الصفة المشتركة بين جميع المتقدمين للجائزة هي أنهم واجهوا تحديات قاسية كادت أن تحطم آمالهم، إلا أنهم نجحوا في تحويل تلك التحديات إلى محفزات ايجابية، الأمر الذي يُطلق عليه مسمى مفهوم " التقويم المعرفي " , مشيراً إلى أن أول مرحلة من مراحل اكتساب مهارة المثابرة تكون بالتحلي بالمرونة من خلال تعزيز قدرات الشخص لقبول جميع الاحتمالات, ويتم تحقيق مفهوم " التقويم المعرفي" من خلال تبني موقف ايجابي يكتسب من الفهم العميق للسبب الذي أدى إلى الفشل، سواءاً كان ذلك خلال مرحلة التخطيط أو الإعداد، ومن ثم تحسين الخطة ومراحل الإعداد بناءاً على أفضل الممارسات المتبعة في هذا المجال . وقال فقيه: " لقد ثبت أنه إذا اقترن التأمل العقلي بإيمان راسخ ونظرة إيجابية إلى المستقبل فإن ذلك سيؤدي بتوفيق الله إلى التعافي من الصدمة والتجارب الفاشلة ", مضيفاً أن النظرة الايجابية للحياة تعتبر جزءاً هاماً من العملية إلا أنه يجب أيضاً عدم إغفال أهمية وضع أهداف عملية يمكن تحقيقها, ويجب أن تمتد هذه الايجابية لتشمل العلاقات الاجتماعية مع الأسرة والأصدقاء لما لهم من دور محوري في تقديم الدعم المعنوي اللازم، وخاصة عند مواجهة التحديات الصعبة. واختتم بقوله بالتأكيد على أهمية اتخاذ شخص يحتذى به كقدوة، ينهل منها الشباب الإرشادات والنصائح التي تمكنهم من السعي الدؤوب نحو النجاح، وتبعث فيهم روح التفاؤل والأمل بشكل دائم . من جانبه أفاد مديرعام صندوق الموارد البشرية ورئيس لجنة الحكام لجائزة الإصرار إبراهيم بن فهد المعيقل بأن اللجنة سوف تنظر بجدية إلى مدى قوة شخصية المتقدمين وعزمهم على تحقيق النجاح بغض النظر عن حجم التحديات, وأن عملية اختيار الفائزين تعتمد على شخصية وشجاعة وإصرار الفرد في كفاحه المستمر لتحقيق النجاح, مؤكداً على هدف الجائزة النظر إلى مدى مثابرة وإصرار المرشحين بغض النظر عما حققوه من نجاح على الصعيدين الدولي أو المحلي أو ما حققوه من أرباح مادية و توجيه رسالة للشباب والشابات في المملكة بأن " المثابرة لا بد أن تؤدي إلى النجاح ". يجدر بالذكر أن عملية تقديم المشاركات في المسابقة وعملية المراجعة ستتم فقط من خلال الموقع الالكتروني للجائزة www.IsrarAward.com الذي أطلق في الثلاثين من سبتمبر الماضي لاستقبال وتسجيل المشاركات حتى العاشر من نوفمبر 2013 وسيتم اختيار أفضل 10 مشاركات من قبل زوار الموقع الالكتروني للجائزة عبر تصويت حي ومباشر يؤهل المشاركين للوقوف أمام لجنة التحكيم في احتفال رسمي يعقد في 23 يناير 2014 يتم من خلاله عرض الأفلام العشرة المرشحة أمام اللجنة والحضور واختيار الفائزين بناءاً على ذلك.