** لا تزال (مرايا التاريخ) تكشف لنا مكانة منتخبنا الوطني السامية، كقلعة إستراتيجية بطولية متمايزة على الصدر الأيسر للقارة الآسيوية، باتجاه غرب القارة الكبرى، ولا يزال هذا المنتخب يتقاطر بمقامه الرياضي درعًا بطوليًّا تُسر به جحافل الجماهير وتطمئن.. ** والمنتخب الأخضر متصدر مجموعته إلى نهائي آسيا بأستراليا بنقاطه التسع، بين الصين وإندونيسيا والعراق هو (عشق بطولي) تفتح الجماهير أعينها عليه لترى وجهها، وتقول له الحب..!! وقد رددت الجماهير حبها للوطن بعد أن نأت به الأطلال لبطل فذ خاطبة ودّه، ورؤيته من خلال فجوة الأفق..! وكان المدرب الأسباني (خوان رومان لوبيز كارو ومساعده عبداللطيف الحسيني، واللاعبون بقيادة سعود كريري والآخرين) رجال مواقف استقبلوا حضورهم ونبوغهم أمام فريق العراق الوطني الشقيق في يوم العيد بالعطاء المستمر، وبالصفاء الوطني فأقبلوا على هذه المباراة إقبالاً هنيئًا مريئًا مشكورًا؛ لأنهم بالتأكيد أدُّوا على نهج فني ونفسي وإستراتيجي مستقيم ..! فكان فريق الوطن بمكانته الحضارية كمنتخب آسيوي عالمي أسطوري، نشأ وترعرع وأنجز بالقارة الصفراء، وبالمونديال ما جعله يستحوذ على الوقت والشأن، فقد كان لهذه المكانة القارية العالمية شأو من قادته، ولاعبيه والذين أسرتهم بطولات آسيوية ثلاث، ووصافة ماثلتها، ناهيك عن سمعته وصيته وشهرته إبان زمن تأهله لكأس العالم أربع مرات، وبالذات عام 1994م، والتي جابت الآفاق، ليثقوا في شخصيته، ويسعوا له بالكفاح والهرولة وهو بأجياله الذهبية مع قيادييه الآخرين رائع بهي حتى الآن (كبوصلة) يحسسهم طرق (الانتصارات الجميلة) فيهوون على حبه، ثم يذوبون فيه تحت لفحات مشاعرهم نحوه، فأشرق بنفسه ماهرًا في ذلك الزمن، أنيق الهندام، جذّاب الملامح كلفحات الشمس بعد برهة وجيزة..!! ** وقد اعتقلت المتغيرات الفنية (الفريق) في مواسم عجاف؛ ليبتعد عن المنهج الماتع، وعن الناس أيضًا، ويشعل فضول الغياب الفني في أرواحهم..!! ومضى ذلك الزمن و(الفن) بعيدًا عن منتخبنا؛ لتنصهر البطولات في صفحات التاريخ، والكل يبحث عن (تناغم) الشخصية الوطنية، والشخوص التي تتسلل على مهل إلى الرمق الباقي من آمال البطولات.. وبالفعل فمكانة الفريق وقامته وثقته كانت -ولا تزال- تستهوي قلوب الجماهير، وتستدرجهم للإقامة (بزمام السلطة الإدارية والفنية) فهو هنا.. يظل كالنهر المنهمر يسقي بلاعبيه (كريري وزملائه) كل شيء، والقلوب معه، وفي حضرته تستبقي كل الجماهير تطلعات حضوره ملء القلب والنظر..! ** أمّا الجماهير فهي هنا أيضًا في كل لمحة عين تتأمل شخصية منتخب الوطن في (هذا الفريق الفتي) وهو يجتهد للآن فيصيب، وكلما استأنست بشكل من أشكال ملامحه البهية الصادقة إلاّ وتحس بأنها تشكل في الحال شكلاً آخر من الفرح والترحاب..!!