تكالبت الظروف على «نادي الوطن» بعد تأهله نيابة عن الأندية السعودية إلى ثمن نهائي دوري المحترفين الآسيوي، وبدت في الأفق ملامح حبكة درامية لإقصائه أو تفتيته أو تدميره سمّوها ما شئتم، بل قولوا اغتياله من الوريد إلى الوريد. فريق يحقق بطولة الدوري وهي كبرى البطولات في كل القارات، وفريق يتأهل إلى النهائيات الآسيوية بحثاً عن موقع في مونديال الأندية، وفريق متوافر له نجوم كبار ورموز شرفية وجهاز فني متمكن من أدواته العملية وجمهور وفي، وعلى رغم هذا تناوب اللاعبون على الخروج عن النص وكأنها أدوار مملاة عليهم من أجل إقصاء هذا أو ذاك، أو من أجل ابتزاز تعاطف الجماهير أو فرض شيء ما. ماذا يريد هزازي وهو يتشدق بكلام فضائي لم يقله أي لاعب في الأندية الأخرى، بما فيها المسحوقة والتي تعاني من ورم التسطيح والتجويف؟ وماذا يريد كريري الذي تسلّم عشرة ملايين ريال قبل لوائح الاحتراف التي تحفظ للأندية حقوقها؟ وأسهم كريري في خروج الاتحاد من بطولة أندية آسيا من أمام الكرامة السوري بنيله بطاقة حمراء، عندما كان الاتحاد في طريقه للفوز بالبطولة للمرة الثالثة على التوالي. وكيف تغيّر محمد نور اللاعب القائد الذي ظهر في معسكر الفريق في مدينة أبها بروح عالية وكان قريباً هو وحمد المنتشري من الشبان الجدد ويمارس دور الأخ والقائد في الوقت نفسه؟ بل وظهر نور هذا الموسم أفضل من كل المواسم سلوكياً وكان قدوة ونموذجاً، وفجأة تغيّرت الأنفس وبدا يتشدق وكأنه يريد أن يكون وحده بطل المسرحية، أو كأن هناك من برمجه ليصنع هذا الضجيج المسيء لمشواره. تمزيق الاتحاد وتفتيت وحدته لم يأت من فراغ، بل بتوجيه «ريموت كنترول» من خلف الكواليس، من أجل تحقيق أهداف أكثر من إبعاد المدير الفني الرائع كالديرون وأكثر من مجرد «أنا هنا»، لذا فإن الوقوف بقوة ضد هذه البرمجة الخبيثة هو الخطوة الأولى للمحافظة على الكيان الذي لا يهزه لاعب مهما كان حجمه، ولن يقبل جمهور الاتحاد ورجال الاتحاد بطرق لي الذراع وطرق الضرب تحت الحزام. على الاتحاديين المخلصين التخلص من أزمة الأصوات النشاز والبدء بحلول مشكلاتهم المالية بهدوء وواقعية، وعليهم المبادرة بالمحافظة على أحمد حديد وأبوشروان قبل أن تنجح القوى المناوئة في سحب الأوراق الفنية المميزة في الفريق، خصوصاً أن العروض أتت من هنا وهناك لتفريغ «نادي الوطن» من نجومه قبل منافسات دوري المحترفين الآسيوي. بوجود مثيري القلاقل والفتن من لاعبين أصبح ولاؤهم للمال أكثر من ولائهم للكيان الذي قدمهم ووجود من يبحث عن دور بطولي، ستنجح محاولات التفتيت، وبوجود عقليات هادئة متزنة سيظل نادي الوطن في الحفظ والصون. فليرحل نور وكل لاعب يعتقد أنه أكبر من الاتحاد، وسيظل الكيان شامخاً، فقد صنع الكثير من النجوم ولن تتوقف مسيرته على شخص أياً كان هذا الشخص. [email protected]