حطت الطائرة التي تقل اللبنانيين الذين كانوا محتجزين لدى مجموعة من المعارضة المسلحة في شمال سوريا في مطار بيروت الدولي مساء أمس السبت آتية من إسطنبول، بحسب ما ذكر مراسلو وكالة فرانس برس. ووصل اللبنانيون التسعة في طائرة قطرية نزل منها أولا، بحسب الصور التي نقلها مباشرة تلفزيون «المنار» التابع لحزب الله، مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي تولى التفاوض حول العملية، ثم تبعه اللبنانيون المحررون وقد بدوا في صحة جيدة. وقال إبراهيم لتلفزيون «المنار» الذي نقل مباشرة وقائع وصول الطائرة من داخل المطار «مبروك للبنان، هذا نصر للبنان، ما ترونه هو نتيجة الاتصالات التي أجريت مع الجانب القطري والجانب السوري والجانب التركي». وبموجب صفقة التبادل التي كشف عنها مسؤولون لبنانيون خلال الساعات أخيرة، يفترض أن تكون السلطات السورية افرجت عن معتقلات في سجونها طالبت المجموعة المنتمية الى «لواء عاصفة الشمال» التي تقاتل النظام اطلاقهن مقابل الافراج عن اللبنانيين، وان تكون السجينات غادرن سوريا في طائرة تقلهن الى تركيا. ووافقت السلطات السورية على الافراج عن المعتقلات بناء على طلب لبناني. وترافق انطلاقهم من اسطنبول على متن طائرة قدمتها قطر التي شاركت في الوساطة لإطلاقهم، مع إقلاع طائرة تقل طيارين تركيين كانا محتجزين في لبنان منذ أغسطس ردا على خطف اللبنانيين وأفرج عنهما أمس أيضاً، من مطار بيروت متوجهة الى تركيا. وكانت مصادر مطلعة على ملف التفاوض أفادت فرانس برس ان صفقة التبادل تشمل ايضا الطيارين التركيين اللذين خطفا في التاسع من آب/اغسطس على طريق مطار بيروت. من جهتها، طالبت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة فاليري أموس أمس السبت، بوقف لاطلاق النار وإقامة ممر انساني فوري لانقاذ المدنيين المحتجزين في بلدة معضمية الشام في ريف دمشق. وأكدت أموس «أننا نمنع من الوصول إلى المعضمية منذ أشهر»، مذكرة بانه رغم اجلاء نحو 3 الاف شخص من سكان البلدة الاحد الفائت، فان عددا مماثلا لا يزال محتجزا وسط المعارك العنيفة. وأضافت «ادعو كل الاطراف الى وقف فوري للاعمال الحربية في معضمية الشام للسماح بوصول المنظمات الانسانية بهدف اجلاء ما تبقى من المدنيين وتقديم الادوية والعناية الضرورية في هذه المنطقة التي تشتد فيها المعارك وعمليات القصف». وكررت اموس ان معضمية الشام ليست البلدة الوحيدة المحاصرة، وقالت ان «الافا من العائلات لا تزال محاصرة في مدن اخرى في كل انحاء سوريا مثل حلب وحمص القديمتين. يجب ان يتاح للمدنيين التنقل في هذه المناطق بامان اكبر من دون ان يخشوا التعرض لهجمات». دبلوماسيا، يواصل المجتمع الدولي جهوده لعقد مؤتمر دولي لحل الازمة السورية يتوقع انعقاده في نوفمبر. ولهذه الغاية، بدأ الموفد الخاص للأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي أمس السبت في مصر جولة تقوده الى عدد من بلدان المنطقة بينها دمشق وطهران، بحسب ما اعلنت المتحدثة باسمه. وتاتي هذه الجولة قبل ايام من عقد اجتماع في لندن ل»مجموعة اصدقاء سوريا» الذي سيتناول ايضا مؤتمر جنيف 2. والتقى الابراهيمي في القاهرة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي على ان يلتقي الاحد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وصرح الابراهيمي اثر اللقاء مع فهمي للصحافيين ان «المباحثات تناولت الازمة في سوريا وهي ازمة قاتلة يتخبط فيها الشعب السوري الشقيق منذ عامين ونصف» عام.واضاف ان «هناك الان جهدا حثيثا من قبل جهات مختلفة على المستوى الدولي والاقليمي لعقد مؤتمر جنيف 2 ووضع الأخوة السوريين على طريق الحل السياسي الذي يعد وحده القادر على ان ينهي هذه الازمة بما يحقق طموحات الشعب السوري في الحرية والاستقلال ووحدة الشعب والتراب السوري وبناء كما يسميه البعض وانا منهم + الجمهورية السورية الجديدة» . وتابع الابراهيمي «املنا ان ينعقد هذا المؤتمر.. وسيكون لمصر فيه دورها الطبيعي كدولة رائدة فى المنطقة، فهي دولة تؤثر على ما يجري فى الوطن العربي كله وخاصة في ما يتعلق بما يعانيه الشعب السوري». من جهته، قال فهمي عقب المباحثات ان «الحديث مع الابراهيمي دار حول الوضع في سوريا وما يتم حاليا من جهد للأعداد لمؤتمر جنيف 2 .. وقد أكدت من جانبي فى هذا الاطار تأييد مصر الكامل للحل السياسي للمشكلة السورية والحل الذي يحقق تطلعات وآمال الشعب السوري في حياة حرة ديموقراطية وكريمة للجميع ويحافظ على وحدة سوريا كدولة وعلى صيانة اراضيها».