وسط زخات المطر أسدل مهرجان الطائف المسرحي للشباب الستار على فعاليات دورته الثانية بإعلان الفائزين بالجوائز وتقديم التوصيات، حيث منحت لجنة المهرجان مسرحية «مساحة بوح» لفرقة الثقافة والفنون بالطائف جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل، كما نالت المسرحية نفسها جائزة «الرمانة الذهبية» لأفضل سينوغرافيا للفنان متعب الشلوي، بجانب جائزة فضية لأفضل طاقم عمل مسرحي. كذلك قدمت شهادة تقديرية في التمثيل للفنان فهد الغامدي من مسرحية «وادي الرال» فرع فنون الرياض، أما الجائزة البرونزية لأفضل ممثل فنالها الفنان فيصل المحرمي من مسرحية «صراخ» لفرقة الصحوة من سلطنة عمان، وجائزة ذهبية لأفضل ممثل للفنان ممدوح الغشمري من مسرحية «الجثة صفر» لفرقة فنون الطائف، وجائزة تقديرية في التأليف لعبدالله العقيل مؤلف مسرحية «زازات» لفنون جازان، وجائزة ذهبية لأفضل مؤلف شاب للفنان مصطفى العلوي من سلطنة عمان، وجائزة ذهبية لأفضل فريق جماعي من مسرحية «الجثة صفر» لفرقة فنون الطائف، ومنحت جائزة تقديرية للعرض المسرحي «وباء» لفرقة فنون أبها، فيما حجبت جائزة أفضل مخرج شاب. وقد قدمت اللجنة (4) توصيات لفعاليات الدورة المقبلة من المهرجان، حيث أوصت بضرورة أن يكون كامل فريق العمل من الشباب مما يتماهى مع خصوصية المهرجان، وأن يتم تقسيم السينوغرافيا إلى فروعها المختلفة مما يتيح تكوين كوادر شابة متخصصة في تلك الفروع، وأن تبحث لجنة اختيار العروض عن الكيف دون الالتفات إلى كم العروض المشاركة، وأخيرًا أوصت اللجنة الفرق المسرحية بضرورة إقامة ورش متخصصة في الإخراج والتمثيل لمنسوبيها. وكان حفل الختام قد استهل بكلمة مدير المهرجان جمعان الذويبي الذي شكر كافة المشاركين والعاملين والداعمين، ثم كلمة الضيوف ألقاها مدير فنون أبها أحمد السروي، الذي شكر إدارة المهرجان على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، ثم تم تكريم الوفود المشاركة والداعمين، أعقب ذلك عرض فيلم ختام المهرجان الذي أخرجه عبدالعزيز الحارثي، وسط استحسان الحضور، ليتم بعد ذلك تكريم العاملين، ثم رسمت ورشة العمل المسرحي لوحة وفاء للفنان المخرج أحمد الأحمري، تلاها تكريم لجنة التحكيم، وكلمة رئيس لجنة التحكيم عبدالعزيز عسيري، ثم تكريم الفائزين. وكان المهرجان قد اختتم عروضه المسرحية يوم الأول من أمس بعرضين، الأول قدمته مجموعة المسرح بجمعية الثقافة والفنون بأبها بعنوان «وباء»، من تأليف إبراهيم حامد الحارثي وإخراج محمد آل مبارك، حيث انطلق العرض في تمام السابعة والربع على مسرح إدارة النشاط الطلابي، وتألق فيه القادمون من الجنوب، مقدمين عرضًا مسرحيًا متجاوزًا ورائعًا، بتناوله قصة شخص سكنه الوباء، فحاول التخلص منه بشتى السبل لكنه لم يفلح في ذلك. أما العرض الآخر فكان بعنوان «صراخ القضبان» لفرقة مسرح الصحوة بسلطنة عُمان، وقد قدم العرض بقاعة فهد ردة الحارثي للثقافة والفنون في تمام التاسعة، ويتحدث العرض عن مجموعة معتقلين لا يعرفون سبب اعتقالهم الذي تحول بعد تنامي الصراع الدرامي إلى تهديد بالإعدام، المسرحية من تأليف مصطفى العلوي وإخراج خميس الرواحي. بعد العروض انطلقت الندوة النقدية، ففي الندوة الأولى التي أدارها فهد الحيسوني، قدم محمد السحيمي قراءة عن عرض «وباء»، أشاد فيها بتجربة الحارثي الكتابية مبينًا أن تجربة الحارثي الكتابية ستكون مثيرة حقًا، كما أشاد السحيمي بالرؤى الإخراجية في المسرحية قائلًا: «إننا أمام ولادة مخرج شاب وجديد وهذا المهرجان قدم لنا محمد آل مبارك الذي صنع مشهدية بصرية متجاوزة، وعلى الرغم من بعض الأخطاء الإخراجية إلا أن تجربة محمد في اعتقادي ستكون واعدة بتقديم الأجمل». أما الندوة الأخرى التي أدارها الحيسوني وقدم فيها أحمد السروي مدير فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بأبها القراءة لها، والتي أشار فيها إلى أن نص المسرحية جاء محملًا بالأفكار ومحملًا بالجمال، وأننا أمام مؤلف استطاع صناعة سيمفونية مدهشة، أما المخرج فهو قدم لوحات سينوغرافيه بها بعد جمالي وحقق الاتصال الجمالي بين العرض والمتلقي.