رحم الله سلطان الخير وأسكنه فسيح جنانه, فبعض البشر يلهمهم الله بمحبته ان يقيموا في دنياهم ما يعينهم على آخرتهم, فعز وجل كريم يحب الكريم, ونشهد ان سلطان كريمُ حياً وكريم وهو بجوار ربه, فصدقاته الجارية نعيشها يوما بيوم, وصدقاته الجارية في أولاده حفظهم الله هي ايضا من محبة الله له وعطفه عليه.حين أنشأ سلطان مؤسسته الخيرية كان يعلم ان الانسان آخرته في هذه الدنيا الى زوال, وان كل نعيم ما عدا نعيم الله لا بد وان يزول, غرس النبتة ورعاها وأورثها مع اسمه الكريم أولاده من بعده وكل من يسير على نهجه مبتغيا مرضاة الله سبحانه وتعالى, هذه المؤسسة التي كما وصفها رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان حفظه الله: «صرح رائد للأعمال الإنسانية والخيرية والاجتماعية، وأن تسهم بشكل فاعل ومؤثر في خدمة المجتمع بمنظور إنساني». بهذه الكلمات وبكل وضوحها نستطيع ان نستبين الأمر ونتلمس الطريق التي سار عليها أبناء الراحل الكبير أمير القلوب, هذه الطريق التي فرضوها على أنفسهم إنما اقتداء بما كان سلطان الخير يفعله ويعمله ويزرعه في أبنائه بل في أبناء الشعب السعودي والعربي كله, فخير سلطان تعدى الحدود ووصل الى كل مسلم عربي, خيره عالمي كما هو محلي, ميزان حسناته بإذن الله تعالى لا ينفك يستوعب من صدقاته الجارية بعد رحيله, وشفاعة الله نسألها له بلا حساب يدخل الجنة فرب العزة غني عن حسابه. هذه المؤسسة التي تسطر أروع معاني العمل الاجتماعي الخير التطوعي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز امير منطقة تبوك نائب رئيس مجلس الأمناء, الذي احتسب أعمالها عن الله دعاء صالحا لوالده رحمه الله, كما وأيضا للأمين العام للمؤسسة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سلطان وابناء الأمير سلطان اعضاء مجلس الامناء حفظهم الله وأثابهم وتقبل دعاءهم بصالح أعمالهم, فهؤلاء خير خلف لخير سلف ما انفكوا من اتباع درب سلطان الخير وتتبع مآثره وروي ما زرع الراحل ليبقى العمل أخضر مثمراً مستمراً. ان الحديث عن إنجازات المؤسسة حديث يطول ويتشعب ولا ينتهي عند نقطة على السطر, فالإنجازات متوالدة انجازات ونجاحات, المؤسسة عمل مؤسسي خيري لا ينتهي بمشروع او قرار, بل مراحل تبني كل مرحلة وتؤسس لما بعدها, والقائمون عليها وحماسهم منقطع النظير لتقديم ما يليق بمن تحمل مؤسستهم اسمه, وأذكر في هذا المقام معالي الدكتور ماجد القصبي المدير السابق للمؤسسة والمستشار الحالي لها كلهم يعملون بروح الخير والتطوع والرغبة في أن يكون الإنجاز بحجم الاسم الذي تحمله المؤسسة بإدارة الاستاذ صالح الخليفي المديرالجديد لمؤسسة سلطان الخير رحمه الله . نعم فاسم سلطان الخير وحده يكفي أن يكون دالاً على كل عمل كبير عظيم يخدم الأمة والوطن, وما كل ما يرتبط باسمه يجب أن يكون بنفس التوازي ونفس الهيبة التي كان رحمه الله يزرعها في قلوب الناس محبة ووقاراً, الدعاء موصول لسلطان وهو عند خير من يعرف السرائر ولا تضيع عنده كل خطوة بخير من أجل خير, فهنيئاً لكم أبناء سلطان فدعاؤكم لأبيكم مقبول بإذن الله, وعملكم صالح نشهد له بكم حين نقف في الموقف العظيم. لكل أبناء سلطان ونحن من مدرسة سلطان نبارك لكم انجازاتكم وادعو الله لكم مزيداً من التوفيق ومزيداً من الأيدي الفقيرة لله تدعو لكم ان أحفظهم يا الله واجزهم بعملهم خيراً وارحم سلطان فانه من أهل الخير حيا وميتاً.