الذي نعرفه ويعرفه العالم عن السيد نوري المالكي أنه رئيس وزراء العراق المرضي عنه من الولاياتالمتحدة، والمؤيد من الدولة الصفوية المجوسية في إيران. لكن الواقع هو أن نوري المالكي هو القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الداخلية، ووزير الدفاع، ورئيس جهاز المخابرات في العراق إضافة لمهام عليا أخرى وترؤس لجان ذات أدوار حيوية في الدولة. هل السيد المالكي طراز فريد من نوعه؟ أم تراه عبقري فاق غيره من الزعامات؟ أم هو مجرد (التكويش) على المناصب لمصالح خاصة؟ أم أن الحقيقة هي الرغبة في تسليم كل هذه الملفات من تحت ستار إلى النظام الصفوي المجوسي في طهران ليعبث بأمن البلاد، وليضيق الخناق على أهل السنة، فيُلقى بأي معارض لسياسات المالكي في السجون حيث يتعرضون للتعذيب والضرب والإهانة دون محاكمة إذا كانوا رجالاً، وللاغتصاب والإذلال إذا كانوا إناثا. ومع كل هذا (الاستحواذ) غير المسبوق في التاريخ، لم يثبت أن هذه القيادة العبقرية تدفع في اتجاه تحسن الأوضاع في محافظات العراق، فلا الناحية الأمنية تسر، ولا الحالة الاقتصادية تبهج، ولا ملف الفساد مغلق، ولا الشعور بالرضا سائد. إنها خليط من السلبيات المقلقة، والإحباطات المتتالية التي دفعت بالسنة رجالاً ونساء إلى الخروج احتجاجاً على الذي يجري على أرض الواقع من تهميش لهم وإقصاء وكيل اتهامات بالجملة لم يسلم منها حتى نائب رئيس الدولة طارق الهاشمي، المتهم زوراً وبهتاناً بتصفية وقتل معارضيه، وهو الذي لم يحكم فعلياً حتى يُعارض، فكل السلطات في يد المالكي بما فيها وزارات الداخلية والدفاع والمخابرات كما أسلفنا. المالكي لا يتصرف بصفته رجل دولة محورية مهمة على كل المستويات، فهو على حد تعبير البعض مهووس حد الهستيريا بالسلطة، التي أسلمتها إياه السياسات الأمريكية المتخبطة أحيانا. ولذلك فهو يتعطش للمزيد، ولن يتخلى عن أي من السلطات طواعية؟ وتأكيداً لذلك فقد أطلق مقولته الشهيرة باللهجة المحلية (ما ننطيها)! آخر الشكوك أن المالكي من أصول إيرانية غير عربية! وإذا تأكد هذا فلا عجب! أما العجب فهو عدم الالتفات إلى هذا الخطر الداهم وقانا الله شره! [email protected]