دعا المتحدث العسكري المصري المتظاهرين المعتصمين امام مقر الحرس الجمهوري وبميدان رابعة العدوية وسائر الميادين الى اخلائها مؤكدا ان الجيش لن يتعقب من يغادر الاعتصام سلميا من تلقاء نفسه، وقال العقيد أركان حرب أحمد محمد علي في مؤتمر صحافي أمس الإثنين بالقاهرة ، إن «الدم المصري حرام، ونتمنى أن تشهد الأيام المقبلة استقرارا مجتمعيا». وأضاف : « كانت توجد أعمال تحريضية واستفزازية من المتظاهرين، لاستهداف منشآت عسكرية، وعلى الرغم من ذلك، كانت القوات المسلحة أطلقت أكثر من تحذير، وما أتحدث عنه موجود في قوانين كل دول العالم، وهو لا اقتراب أو تخريب لأي منشأة عسكرية، وهذا كلام معروف ولا نقاش فيه». واعتبر علي أن القوات المسلحة تعاملت بكل حكمة وتعقل مع المتظاهرين، مضيفا: «المتظاهر المصري نعامله على قدم المساواة وواجبنا حمايته دون إقصاء لأي أحد»، واشار الى المواجهات التي شهدتها منطقة دار الحرس الجمهوري أمس واسفرت عن سقوط 51 قتيلا، : «المشهد خرج عن السلمية، وفي الرابعة صباحا هاجمت مجموعة مسلحة المنطقة المحيطة بالحرس الجمهوري والأفراد القائمين على تأمينه باستخدام ذخيرة حية وأسلحة». كما أشار إلى أن هناك من اعتلى الأسطح، بالإضافة لمن قذف القوات بالذخائر والمولوتوف، معلنا استشهاد أحد ضباط القوات المسلحة وإصابة 42 آخرين بإصابات مختلفة، منهم 8 في حالة حرجة جدًا. وتابع أن هناك اعتبارات مهمة يجب أن نتأملها لفهم المشهد، مشيرا إلى وجود أحد الجنود في مستشفى المعادي الآن يخضع لعملية جراحية مدتها 4 ساعات، لإصابته بطلق ناري أحدث له تهتكا في الجمجمة والمخ. وأضاف علي أن القنوات الفضائية عرضت فيديوهات لشخصيات يحملون ذخائر لطلقات فشنك، وقال: طبقا لعلم المقذوفات فضرب الذخيرة الحية وما يسمى الذخيرة الحية تحصل له عملية قذف على يمين السلاح، وعلى مسافة 2 متر، وبالتالي ما أعلن عنه البعض عن ضرب القوات المسلحة المتظاهرين كلام غير منطقي. وشدد على أن القوات المسلحة لم تتعامل مع المتظاهرين، وإنما عملت على حماية منشأة عسكرية، رافضة التحرش بالقوات. مؤكداً أنه لن يكون هناك أي تتبعات لأي متظاهر أراد أن يرحل ولن يحاسب على أي أفعال وكل بإطار القانون. وتابع المتحدث العسكري «القوات المسلحة لا تقتل أطفالاً.. ولكن تقتل أعداءها فقط»، معتبرًا ما يتم نشره بمثابة «حملة أكاذيب وشائعات ضد القوات المسلحة»، مشددًا على أن القوات المسلحة تسعى في مصر الجديدة بعد 30 يونيو للوصول إلى دولة ديمقراطية جديدة تبهر العالم. وأضاف أن التحركات التي تتم في الشارع المصري وسيناء تجعلنا لا نتحدث عن مشهد سلمي، وإنما عن عناصر تلجأ للتحرش والاستفزاز، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة متواجدة في الشارع منذ أكثر من 10 أيام، ولم يحدث أي عنف منها، وإلى أن القانون يتيح للجندي المصري الدفاع عن منشأته العسكرية إذا تعرضت للخطر. وتطرق للحديث عن تفجير خط الغاز، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن القوات المسلحة ترى أن هناك محاولات استفزازية للتعامل معها، وقال: المتظاهر السلمي أخ لنا، وطالما كان سلميا فمهمتنا ومهمة الشرطة حمايته، والدولة والقوات المسلحة لم تتخذ أي إجراءات استثنائية ضد أي فرد، والقيادات الدينية متواجدة في «رابعة» ولا توجد أي إجراءات استثنائية. وعلق «علي» خلال كلمته على الفيديوهات، التي قال فيها معتصمون إن أطفالا قتلوا وإن صفحة حزب سياسي نشرت صورا لقتل أطفال، وقال: «إذا كان ذلك صحيحا فكيف يتم الدفع بأطفال في أحداث الساعة الرابعة صباحا»، لافتًا إلى أنه تبين أن الصور المنشورة خاصة بسوريين. وتابع: «شعوري الشخصي وشعور كثير من ضباط القوات المسلحة دائما يملؤنا الفخر إننا مصريون، ومشهد مصر في الأيام الماضية زادنا إعزازا بمصريتنا وقوميتنا، ونأمل أن تعلي مصر قيم التسامح، ومصر لن يبنيها تيار أو توجهات سياسية ودينية معينة».