تندلع الحروب والثورات احتجاجًا على القمع والظلم من الحكم الدكتاتوري، وتنادي بالحرية والكرامة والعدالة والمساواة.. وهذا حق يشترك فيه جميع البشر.. لكن بعض دعاة الحرية يريدونها مطلقة لا ضابط لها ولا حدود. وفي مقالتي هذه لن أتطرق لمفهوم الحرية والمساواة، وإيجابياتها وسلبياتها، لكني سأنقل ثلاثة أخبار نشرت خلال الفترة الماضية، تتعلق بالحريات. الخبر الأول جاء فيه: سجل الرئيس الأمريكي أوباما إعجابه بشجاعة اللاعب جيسون كولينز، عندما عبر الأخير عن ميوله الجنسية في حديث صحفي له جاء فيه: "أقوم بدور الجناح في الدوري وأبلغ من العمر 34 عامًا، أسود البشرة، وشاذ جنسيًا". ويعد أوباما من عشاق لعبة كرة السلة، وقد أكد مؤخرًا دعمه واعترافه بروابط مثليي الجنس، فقد هاتف اللاعب كولينز "للتعبير عن دعمه له وإعجابه بشجاعته"، وفقًا لما أكده البيت الأبيض عبر حسابه الشخصي بتويتر. ومن جانبها أظهرت أيضًا السيدة الأولى، ميشيل أوباما، دعمها للاعب قائلة عبر حسابها الشخصي بتويتر "أنا فخورة بك، جيسون كولينز! إنها خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة لبلادنا. نحن ندعمك" الخبر الثاني من صحيفة الإندبندنت قالت فيه: زواج أول مسلمتين شاذتين فى بريطانيا من أصل باكستاني.. أقامت كل من ريهانا كاوسار وصبحية كمار مراسم زواجهما فى منطقة ليدز، قبل أن تتقدما بطلب اللجوء السياسي. وأشار أقارب المرأتين، أنهما تلقتا تهديدات بالقتل قى بريطانيا ومن أقاربهما فى باكستان التى يعد فيها الشذوذ الجنسى غير شرعى. ونقلت إحدى الصحف البريطانية عن واحدة من هاتين المرأتين قولها: "إن بريطانيا منحتهما حقوقهما، وإن هذا القرار الذي اتخذتاه شخصي للغاية، وليس من شأن أحد التدخل في حياتهما الشخصية". وتابعت قائلة: "إن المشكلة فى باكستان أن الجميع يعتقد أنه مسؤول عن حياة الآخرين، ويستطيع أن يتخذ أفضل قرار عن أخلاقياتهم، لكن هذا ليس بالنهج الصحيح." الخبر الثالث: أعلنت نقابة العاملين والعاملات في مهنة البغاء في فرنسا استنكارها سحب مقترح من جدول أعمال مجلس الشيوخ، يوصي بإلغاء تجريم التصيد العلني للزبائن في الأماكن العامة. وأصدرت النقابة التي تدافع عن حقوق بائعات الهوى المستقلات، بيانًا، وصفت فيه سحب المشروع بأنه «تأجيل إجرامي». بحسب القانون الصادر عام 2003، يمنع بائعو الهوى، من الجنسين، من التقرب من الزبائن واصطيادهم على الأرصفة والشوارع. وفرضت غرامات على المخالفين كما لوحق الزبائن أيضًا، بحجة محاربة البغاء أو الدعارة لكونها تحط من شأن البشر، وردع السماسرة الذين يتعيشون من تشغيل النساء. لكن القانون، حسب معلومات النقابة، ضاعف من مصاعب المهنة، ولا سيما للفتيات اللواتي يعملن بشكل مستقل عن سمسار يحميهن. ومن المتوقع أن يصدر تقرير لتشريع قانون أكثر شمولًا، لتنظيم «المهنة». في بيانها، ذكرت النقابة أن «الرئيس (فرنسوا) هولاند كان قد وعد بإلغاء جنحة تصيد الزبائن، لكنه يقوم الآن بما هو أسوأ من إخلاف الوعد لأنه (يرفسه) بالقدمين». وأشار بيان النقابة التي تمثل نحوًا من 500 بائعة هوى، بينهن عدد من الذكور، إلى أن الحزب الاشتراكي، عندما كان في المعارضة، اعترض على تجريم التصيد في الأماكن العامة، لكنه الآن يحكم بالأغلبية ويمارس «مماطلة إجرامية» و«سياسة قمعية عمياء»، في حين أن العاملات في المهنة ما زلن ضحية للمضايقة والعنف من جانب الشرطة. وأضاف البيان أن «صحتنا وأمننا موضع خطر في كل لحظة، ولا بد من الإنهاء الفوري لأي شكل من أشكال تجريم العمل في تجارة الجنس». @emanalokil