تظاهر مئات الأشخاص ومنهم عاملون فى مجال الجنس فى باريس السبت، احتجاجا على الخطط الرامية لتجريم البغاء منتقدين مسعى أحد الوزراء للقضاء على الجنس مقابل المال باعتباره إجراء غير مثمر. وأثارت وزيرة حقوق المرأة فى فرنسا نجاة فالو بلقاسم، عاصفة أواخر يونيو عندما قالت إنها ستعمل جاهدة على اختفاء البغاء من خلال معاقبة الذين يمارسون الجنس مقابل المال وليس العاهرات أنفسهن. وأيد مناصرون بارزون لحقوق المرأة وحلفاء فى الحكومة الوزيرة الاشتراكية لكن تصريحاتها أطلقت العنان لسيل من الانتقادات من نقابات العاملين فى مجال الجنس، والتى قالت بأن معاقبة العملاء سيؤدى إلى ممارسة هذا العمل سرا مما يعرض العاهرات للخطر. وفى منطقة بيجال حى البغاء بباريس ردد عشرات العاملين فى مجال الجنس شعارات مؤيدة للبغاء عبر مكبرات للصوت ولوحوا بلافتات مكتوب عليها "معاقبة الزبائن قتل العاهرات" و"العمل بالجنس هو عمل أيضا". وقالت مورجين ميرتريل رئيسة اتحاد عمال الجنس "ستراس" لتلفزيون رويترز "قبل أن تدلى بتصريحات عامة عليها "فالو بلقاسم" أن تؤدى واجبها وتكتشف حقيقة البغاء". وأضافت ميرتريل التى ارتدت شارة حمراء مكتوب عليها "امرأة من أجل المتعة" إن "الكفاح ضد السخرة لا يتوافق مع فكرة إعطاء الحقوق للأشخاص الذين يمارسون هذا العمل بالرضا". والتسامح مع البغاء فى فرنسا يقع فى منطقة وسط بين الموقفين فى هولندا وألمانيا، حيث يدفع العاملون فى مجال الجنس المسجلون ضرائب ويحصلون على مزايا صحية وبين السويد حيث يخضع زبائن البغاء لقوانين صارمة. وفى فرنسا تعد ممارسة البغاء قانونية رغم أن القوانين الحالية تعارض القوادة والاتجار بالبشر وطلب ممارسة الجنس علانية، وأظهر تقرير لعام 2012 إن عدد العاهرات فى فرنسا يقدر من 18 ألف إلى 20 ألف عاهرة.