حذّرت دراسة علمية حديثة من الإسراف في استخدام الفيس بوك، وشبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، لأنها قد تتسبب في تدمير العلاقات الاجتماعية بين الأشخاص، وخاصة العلاقات بين الأزواج. وقالت الدراسة التي أشرف عليها باحثون من جامعة ميسوري الأمريكية أن الأشخاص الذين يستخدمون موقع التواصل الاجتماعي الشهير «فيس بوك» لفترات طويلة، معرّضين لحدوث مشكلات وخلافات كبيرة مع شريك حياتهم، قد تُدمر عقبها العلاقات الرومانسية بينهم، ويحدث مجافاة في العلاقة الزوجية، وقد يتطور الأمر لحدوث الخداع، وينتهي بالانفصال والطلاق. ويشهد موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) إقبالاً كبيرًا في المملكة، حيث أكدت إحصائية أخيرة أن عدد روّاد الموقع من السعودية بلغ حوالى 5.5 مليون مستخدم، وبذلك تعد ثاني أكثر الدول العربية على فيس بوك حسب أكاديمية فنون التسويق الرقمي. كما يحتل فيس بوك الترتيب الثالث بين المواقع الأكثر تصفحًا في المملكة بعد جوجل، ويوتيوب، بحسب إحصاءات موقع أليكسا العالمي. وأوصى الباحثون الأشخاص حديثي الزواج، والذين لم يمر على زواجهم ثلاث سنوات بعد، بالحد من استخدام الفيس بوك كي لا تتعرض حياتهم الزوجية للفشل، فيما يصبح الأزواج أكثر نضجًا عقب مرور 3 سنوات غالبًا، وتقل حدة الخلافات بينهم. ومن الأضرار الكبيرة للفيس بوك أيضًا، اضطلاعها في تهديد المستوى الأكاديمي والدراسي للطلاب الجامعيين، وتعريضهم للفشل الدراسي، حسبما أشار الباحثون بمستشفى مريام للطب الوقائي والسلوكي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ونشرت هذه النتائج في دراسة حديثة بدورية «Emerging Adulthood». وأضاف الباحثون إن الإفراط في استخدام الفيس بوك قد يحرم الطلاب من تحقيق الطلاب الدرجات الجامعية التي يطمحون إليها، وخاصة أنهم يقضون نصف يومهم، أي ما يقرب من 12 ساعة في استخدام الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وبالتالي لا يتمكنون غالبًا من حضور المحاضرات الدراسية أو تأدية الأنشطة والواجبات المطلوبة منهم، وكما أنهم غالبًا ما ينامون لفترات طويلة، ويشعرون بعدم الثقة في مستواهم الأكاديمي، وعدم قدرتهم على تحقيق ما يتمنونه بنهاية العام الجامعي، ويحصلون في الأغلب على درجات منخفضة وأقل من المتوقع. وفيما يتعلق بفوائد شبكة ال»فيس بوك»، فقد كشفت دراسة حديثة، نشرت بدورية «Media Psychology»، وأشرف عليها باحثون من جامعة ويسكونسن ماديسون بالولاياتالمتحدةالأمريكية، أن تفاعل الأشخاص مع موقع الفيس بوك ومطالعة صفحتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي، والتفاعل مع الصور والحالات التي يقومون بإضافتها، له تأثيرات نفسية إيجابية عليهم وله دور في تعديل سلوكهم. ولفتت الدراسة إلى أن مطالعة الصفحة الشخصية «بروفايل» الخاصة بالشخص في ال»فيس بوك» لمدة 5 دقائق فقط، يرفع مستوى تقدير الإنسان واحترمه لذاته بشكل ملحوظ، ويحصل على دفعة نفسية إيجابية قوية. ولفت الباحثون في الوقت ذاته أن تلك التأثيرات النفسية الإيجابية قد تأتي بنتائج عكسية، حيث يقلل من دوافع الشخص نحو الانتهاء من الأعمال البسيطة المطلوبة منه؛ نظرًا لأنه يشعر بتقدير ذاته وتقل حوافزه لإثبات نفسه وكفاءته مرة أخرى. وأمّا بخصوص فوائد الفيس بوك على المراهقين، فقد أكد باحثو جامعة ولاية ميتشيجن الأمريكية فاعليته في تحفيز الطلاب، وإيمانهم بأنفسهم وقدرتهم على الالتحاق بالمرحلة الجامعية واختيار إحدى الكليات التي تناسب مؤهلاتهم، ورفع فرص تحقيقهم للنجاح والتفوق حال الالتحاق بالجامعة. وأشار البروفيسور نيكول إليسون، المدرس المساعدة بكلية الإعلام جامعة ميتشيجن، أن وسائل الاتصال المختلفة بين المراهقين والشباب باستخدام ال»فيس بوك» ومواقع التواصل الاجتماعي لها دور هام جدًّا في مساعدة طلاب المرحلة قبل الجامعية أكاديميًّا، وخاصة عندما تقل رغبتهم في الالتحاق بالجامعة، حيث تجعلهم أكثر ثقة بشأن قدراتهم، بل ويحققون نجاحًا كبيرًا. وأخيرًا فالمعيار والمقياس النهائي لفوائد الفيس بوك أو أضراره يتوقف بشكل رئيس على الشخص نفسه، ومدى استخدامه لشبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة، حيث يُنصح أن يستخدمه الشخص بتوازن شديد، ودون إفراط، ويستغله في تعزيز قدراته وثقته بنفسه، وتقوية علاقاته مع الآخرين، دون أن يلهيه عن أداء الأعمال المخول بها، وألا ينخدع بهذا العالم الافتراضي، وينعزل عن العالم الواقعي الذي يعيشه.