تفاعل زوار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم من المعتمرين القادمين من خارج المملكة مع قرار تخفيض أعداد الحجاج القادمين من الخارج والداخل استثنائيًا، وعدّوه قراًرا حكيمًا يستهدف التسهيل على ضيوف الرحمن أداء مناسكهم بكل راحة وطمأنينة، بعيدًا عن الزحام والاختناقات. وباركوا الجهود المتواصلة التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتيسير على قاصدي البيت العتيق من الحجاج وتوفير كل الخدمات والترتيبات التي تسهم في تحقيق أقصى درجات الراحة لهم إلى أن يعودا إلى بلدانهم وذويهم سالمين غانمين، وأكدوا أن قرار تقليص أعداد الحجاج ضرورة يفرضها الواقع لما يشهده الحرم المكي من أعمال توسعة المطاف والمنطقة المحيطة بالكعبة، بما يؤدي بمشيئة الله إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للحجاج والمعتمرين، واستيعاب أعدادهم المتزايدة مستقبلاً. في البداية أبدى الزائر العراقي مهدي خلف تفهمه للقرار وما يتضمنه من مقاصد إنسانية، وقال إبان توجهه لأداء الصلاة في الحرم النبوي: إن الحرم المكي شهد خلال الأعوام الماضية الكثير من حالات الازدحام فأصبحت التوسعة أمرًا لازمًا للحفاظ على أرواح المسلمين وتيسير أداءهم لفريضتهم وسط خشوع وسعة. ويرى محمد عماد الدين الذي قدم أمس الأول من محافظة الإسكندرية بمصر أن قرار خفض أعداد الحجاج لهذا العام قد يؤثر بالسلب على المنتظرين لفرصة أداء هذه الفريضة، إلا أن ذلك يأتي بسبب رغبة حكومة المملكة والمسؤولين فيها عن الحج إتاحة فرصة لأعداد أكبر من المعتاد في السنوات المقبلة عبر التوسعة التي يشهدها الحرم المكي حاليًا، ومن واجب كل مسلم المباركة على مثل هذا القرار، داعيًا كل المسلمين والشعوب الإسلامية إلى تفهّم هذا القرار ودوافعه التي تنبع من الرغبة الحقيقية في خدمة المسلمين، ولابد أن يدرك الحجاج والزائرون أن هذا القرار صدر من أجلهم وأن الأعوام المقبلة سيكون الحج فيها متاحًا أمام أعداد أكبر. وأيد بزاح حسين الذي يزور المدينةالمنورة قادمًا من الجزائر قرار تقليص أعداد الحجاج، مبينًا أنه سيقلل المشكلات التي تنجم عن حالات التزاحم في باحة الحرم ومحيطه، ويساعد السلطات السعودية على تقديم مختلف الخدمات الضرورية التي ينشدها الحجاج من تسهيل تنقلهم داخل الحرم وإلى مساكنهم في محيط الحرم، كما أعرب محمود فضل الله من السودان عن امتنانه لما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين من خدمات جليلة للحجاج والمعتمرين، ومفيدا أن أعمال التوسعة في الحرم المكي وخاصة صحن الطواف سيكون لها انعكاسات إيجابية على مدى السنوات المقبلة وتقلل من حالات الازدحام، وامتدح برهان (زائر باكستاني) القرار باعتبار أنه يخدم الزوار والحجاج ويعينهم على أداء عباداتهم بطمأنينة وخشوع في كلا الحرمين الشريفين، مستذكرًا العديد من حالات الازدحام التي راح ضحيتها العديد من الحجاج. من ناحيته، حمّل المواطن عبدالله سالم، بعثات الحج ووزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في مختلف الدول العربية والإسلامية مسؤولية إفهام حجاجهم بمبررات القرار ودوافعه والمقاصد النبيلة التي يرمي إليها والتي ترتكز على خدمة الحجاج والتسهيل عليهم، موضحًا أن القرار أتى بعد دراسات استراتيجية تهدف إلى الموائمة بين نوعية الخدمات المقدمة للحجاج وأعدادهم، والحفاظ على سلامتهم.