لا يبلغ الإنسان مرحلة الشباب حتى يبدأ بالتفكير في حياته ومستقبله؛ ومن أول ما يواجهه من صعوبات وعقبات تأسيس عش الزوجية الذي يصب على تفكيره أنواعًا من المصاعب والتكاليف التي قد تأخذ وقتًا طويلًا حتى يمكنه التغلب عليها، الأمر الذي فاقم نسبة العزوبية بين الشباب ونسبة العنوسة بين الفتيات. (الرسالة) ناقشت مع عدد من المختصين أسباب زيادة تكاليف الزواج، وطرق الحد ارتفاعها، واقتراحات لتسهيل السنة الإلهية البشرية، في سياق الاستطلاع التالي: الغامدي: انتشار عقليات الاستهلاك في المجتمع سبب زيادة التكاليف الأسمري: بعض العائلات من الصعب أن تغير عاداتها خوفًا على مكانتها باحاذق: على وسائل الإعلام إشاعة الوعي بالزواج الاقتصادي والجماعي في البدء أشار عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز د. سعيد بن ناصر الغامدي إلى أن أسباب زيادة تكاليف الزواج تعود إلى التقليد واتباع المظاهر، وأضاف الغامدي أنه من المعروف اجتماعيًا أن الناس يقلد بعضهم بعضا، ويحاكي بعضهم بعضا، وهناك ولع لدى الفئات الفقيرة بتقليد الأثرياء والمقتدرين ماليًا، وانتشار عقليات الاستهلاك في المجتمع وسيطرتها على النفسيات بطريقة وبائية، وألمح الغامدي إلى المظهرية الجوفاء التي تحمل كثيرًا من الناس وخاصة النساء على السير وفق قاعدة لسنا أقل من غيرنا وماذا سيقول الناس عنا، وأوضح الغامدي أن جشع الأولياء وطمعهم، والتفاخر، والبعد عن منهج الإسلام جهلًا به أو إعراضًا عنه، وضعف النظر في العواقب المادية والمعنوية. كالديون ومحق البركة، وذل الكبر كلها أسباب تدفع الناس إلى المغالاة في المهور، وأشار الغامدي إلى غياب فهم المقصود الشرعي من النكاح والمتمثل في أن أكثر النساء بركة أيسرهن مؤونة. التقليد والافتخار في حين بينّ المستشار الأسري في مركز واعي عامر الأسمري أن من أسباب زيادة التكاليف في الزواج حب الظهور ولفت الانتباه، وقال الأسمري إن حب الظهور أمام الناس والأقارب بشيء يفتخر فيه، ولفت النظر والانتباه، حتى يتكلم الناس على الزواج وأنه مكلف وفخم، وحب التفاخر والشهرة، والتقليد الأعمى كلها من مسببات زيادة تكاليف الزواج. وحول الحلول أوضح الأسمري أنه من الصعب إيجاد الحلول لهذه الظاهرة لأنها وللأسف قد تحصل من أناس يكون لهم مكانة مرموقة في المجتمع ومن الصعب أن يغيروا خوفًا على مكانتهم الاجتماعية، خاصة إذا كانت عائلة معروفة ومشهورة بين الناس تجد من المستحيل أن يغيروا من هذه العادة خوفا من كلام الناس، وطالب الأسمري بتخفيض المهور لأنه كلما كان المهر مبالغا فيه فإن ذلك يستلزم المبالغة في ليلة الزواج، كما دعا الأسمري إلى تخفيف أيام الزواج بدلًا من الاحتفال بأكثر من ليلة كما تصنع بعض العائلات حين يحتفلون بالزواج في ثلاث ليالي أو أكثر مما يجعل الزواج مكلف ماديًا. إشاعة الوعي من جانبه أكد المستشار الأسري د.خالد باحاذق أن البيئة الإعلامية قد لعبت دورًا كبيرًا في زيادة تكاليف الزواج وذلك من خلال إبرازها للزواجات الملكية سواء في أوروبا أو غيرها مثل الزواج الأميري الذي حصل في بريطانيا، فأصبح الإعلام يوضح أن ليلة العمر يجب أن يحتفى بها بحيث تبقى في ذاكرة الناس فترة طويلة، وكثير من الفتيات تحب التقليد لأنها ترى أنها ليس أقل من بقية البنات، كما أشار باحاذق إلى المظاهر التي أسهمت في زيادة تكاليف الزواج؛ إذ إن الناس لم يكتفوا بالمهر بل أيضًا هناك الهدايا للأم أو لأهل العروس ولخالتها وجدتها، فمثلا لو شاب راتبه لا يتجاوز خمسة آلاف فكيف يستطيع تحمل نفقة 200 ألف لذا يتم تأخر التفكير في الزواج والارتباط إلى سن متأخرة. واقترح باحاذق عمل حملة وطنية في إظهار فوائد الزواج الاقتصادي قليل التكاليف من خلال نشر الوعي بين الناس بأن التفاخر لا يدل إلا على نقص عند الإنسان، وأكد باحاذق على أهمية إشاعة الوعي بتنمية الزواجات الجماعية ومشاركة كبار القوم والمسؤولين في تزويج أولادهم بالزواجات الجماعية كمشاركة منهم حتى يقتدي بهم الناس ويكسروا حاجز الخجل والحرج لدى عامة الناس، كما دعا باحاذق أولياء الأمور إلى تخفيض المهور بدلًا من عضل البنات ورفع المهور حتى لا تصبح الفتاة عانسا، مطالبًا أهل العروس بالمساهمة مع أهل العريس في حفلة الزواج. المزيد من الصور :