في ذكرى البيعة الثامنة لتولّي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لابد أن نقول: (شكرًا ملك). من على شاطئ البحر الأحمر، وبالتحديد من محافظة ينبع، نبعث رسالة حب وولاء وتجديد البيعة لملك تملَّك حبّه من قلوبنا. تأمَّلتُ تلك الطفلة التي تُنادي بالحب والتعايش عبر الحوار، وباسم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تتكلّم بفخر عن رسالة ملك؛ يريد أن يعمَّ السلام والتعايش مع كل إنسان على وجه الأرض. فكرة ملحمة (نداء المحبة) تُعزِّز في نفوس الفتيات الصغيرات معاني الحوار الهادف والحب والتعايش. طفلة سعودية تنادي أخواتها في الكويت وقطر وعمان والبحرين والعراق واليمن ومصر وسوريا وتونس والمغرب ليلتقين جميعًا يُردّدن فكرًا جميلاً يسعى لوحدة القلوب والإحساس بالآخر في همّه وفرحه، حتى إذا ما أصاب سوريا الألم والمعاناة نُكفكف الدمع، وتلهج الألسن بالدعاء أن يُعجِّل الله بالفرج القريب لكل مكروب ومبتلى. وتكبر الدائرة الإنسانية لتكون المملكة مهبط الوحي موئلاً وقبلة للقاصي والداني، هنا أرضنا أرض الخير والرخاء والمحبة، على ثراها تلتقي الحضارات والثقافات لنستقبل طفلة قادمة من اليابان، من بلد عُرف بالإتقان والإحسان والدقة في العمل، ما أجملك ابنتي وأنت ترتدين زيًّا يابانيًّا يُعبِّر عن فِكر وثقافة شعب عريق كافح من أجل التميّز، وما هي إلاّ لحظات وتشاركها الطفلة الصينية القادمة من أرض الحضارة الصينية الضاربة في التاريخ، والآن يُمثّلون قوة تنافسية كبرى في مجال الصناعات، حتى إذا جاءت الطفلة الهندية استحضرنا الحضارة الهندية وعراقتها، ومن الغرب تأتي الطفلة الأمريكية لتُشاركنا حفلنا في مبايعة ملك لا يُضاهيه أحد في حُبِّه لشعبه، وحب شعبه له. كل هذه الثقافات والحضارات تتلاقح في أفكارها ورؤاها، والمؤمن الفطن يستمد من غيره الحكمة التي ضلّت طريقها عن مجتمعنا حينًا من الزمن، وآن الأوان أن نعيدها إلينا. بعيدًا عن الصراعات والفتن، زماننا بحاجة إلى التعايش من أجل عمارة الأرض، وتحقيق مبدأ الاستخلاف الرباني. هذه فكرة نداء المحبة الذي يُدندن حول رؤى وأفكار مركز الملك عبدالله العالمي لحوار أتباع الأديان، إنها رؤية ملك يسعى للخير، أردنا أن نغرس هذا الفكر لدى جيل اليوم من الفتيات الصغيرات عبر النشيد العذب، والحوار البنّاء، وتقمّص شخصيات وثقافات الشعوب بأزيائهم وحركاتهم وتعاملاتهم. باسم كل بنات الوطن نرفع أكفّ الضراعة للمولى عز وجل أن يحفظك الله أبا متعب، وأن يطيل في عمرك. كل كلمات الحب لا تُعبِّر عمّا يُخالج قلوبنا من ولاءٍ وفخرٍ بقائد حكيم يعمل من أجل مستقبل شعبه. شكرًا للحوار الوطني الذي أتاح لنا فرصة أن نُعبِّر عن حبنا لملكنا الغالي عبر بوابته، ودام عزك يا وطني الحبيب. [email protected]