يشكل تراكم النفايات في جنوبجدة دون معالجتها أو التخلص منها بصورة صحية مصدر خطر على صحة الأهالي رغم الدعوات المتكررة بضرورة التصدي لهذه المشكلة على اسس علمية تستهدف إعادة التدوير بدلا عن الحرق والرمي والدفن في المسطحات المائية، وفي مقابل ذلك تلتزم أمانة جدة الصمت على الرغم من تخصيص قرابة ملياري ريال للنظافة وفق خطة جديدة تستهدف تقسيم المدينة لعدة محاور لتفعيل المتابعة الميدانية. يقول مدير مندوبية الدعوة والإرشاد بحي غليل والقريات داخل الجدعاني: ان الفئران تجرأت على دخول منازلنا ومساجدنا بسبب تكدس النفايات بالقرب منها. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل امتد إلى احداث اضرار مختلفة في الكيبلات الرئيسية التي تغذي الحي فضلا عن تجمع الذباب والبعوض بكثرة. وطالب الأمانة والجهات المسؤولة بتفقد الأحياء المتضررة جنوبجدة وإصلاح الوضع الراهن. من جهته يقول الشاب إبراهيم المغفوري: إن العمالة لم تتفرغ بشكل كلي للنظافة، وإنما لجمع السكراب والكراتين والعلب الفارغة لبيعها والحصول على عائد مالي يعوضها عن ضعف الرواتب. ويؤدي ذلك إلى بعثرة النفايات على الأرض داعيا إلى ضرورة إعادة النظر في توزيع الحاويات بالشوارع الرئيسية والفرعية لاستيعاب النفايات بصورة كلية لافتا إلى أن الروائح الكريهة باتت تشكل كابوسا يكتم انفاس الاهالي. وأشار إلى اعتزامه تقديم شكوى لامارة المنطقة بعد عدة شكاوى للأمانة بدون أي جدوى. مصانع المحروقات ودعا يوسف اللحجي أحد أهالي غليل إلى ضرورة التعامل بجدية مع مياه الصرف الصحي وإبعاد مصانع المحروقات عن الحي لتجنب الغازات السامة المنبعثة. وأكد ضرورة قيام مسؤولي الأمانة بجولات ميدانية على الاحياء لمتابعة أوضاع النظافة التي تتفاقم بصورة مستمرة. من جهته طالب مستشار الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة د. فهد التركستاني الجهات المختصة النظر في أوضاع أهالي جنوبجدة الذين يعانون من أمراض نفسية وجسدية من بينها الدرن والكبد الوبائي. وقال: إن الأمانة طرحت وعودا كثيرة لإقامة برامج جديدة تهدف إلى التخلص من النفايات لكن إلى الآن لم يبدأ التنفيذ الفعلي لافتا إلى أن بعض الأحياء تعاني من تسربات مياه الصرف الصحي وإختلاطها بمياه الشرب وانتشار البعوض والحشرات وتلوث الهواء وقال: إن الأمانة تنظر إلى جنوبجدة كحي عشوائي متناسية وجود اسر كاملة تعاني من أمراض مختلفة نتيجة التخلص السيئ من النفايات. ومن جهته رفض د. عبدالعزيز النهاري المتحدث الرسمي باسم الأمانة الحديث عن خطة الأمانة للنظافة في أحياء جنوبجدة وذلك لعدم جاهزيته الكاملة لذلك. وكانت الأمانة وقعت عقودا للنظافة بنحو 1.8 مليار ريال، أي بزيادة نحو مليار ريال عن العقود السابقة، وتم تقسيم المدينة إلى 9 مناطق تخدم 5645 كيلومترا مربعا من أحياء المحافظة. وتتضمن العقود القيام بنظافة الشوارع والأراضي الفضاء والأرصفة والتقاط النفايات المبعثرة، إضافة إلى شفط مياه الأمطار والمياه المتسربة وجمع ونقل النفايات المنزلية والتجارية، وغسل وتطهير وصيانة حاويات النفايات كما توجب العقود، على الشركات جمع ونقل النفايات ذات الحجم الكبير ومخلفات الحدائق المنزلية وتشغيل وصيانة ونظافة المحطات الانتقالية ونظافة الشواطئ. وتم تقسيم مناطق العقود إلى 9 مناطق، وتخصيص عقد نظافة منفصل لنظافة الكورنيش بما يتلاءم مع الطبيعة الخاصة له.