وفق معطيات العرف الاقتصادي العام يقسم المجتمع الانساني في أي بلد الى ثلاث طبقات رئيسية عليا ووسطى ودنيا ,,, ويندرج السواد الاعظم من افراد المجتمع تحت مظلة الطبقة الوسطى فهي تشكل عمود قيام المجتمع وهي اكبر طبقات المجتمع كما وانها الطبقة التي يمكنها دخل أفرادها من سد حاجاتها الاساسية او توفير بعض دخلها لامتلاك اشياء أكبر أهمية , وتضطلع بأدوار محورية في شتى جوانب الحياة العامة , ويرى أرسطو وابن خلدون وغيرهما من أهل العلم والفكر ان الطبقة المتوسطة أهم طبقات المجتمع وأن وجودها هو أساس نهضة واستقرار البلدان، فمنها المعلمون والأطباء والمهندسون والمديرون والعاملون والمنتجون، ولعله من المعلوم ان اتساع كتلة وحجم الطبقة الوسطى يعد من شروط بناء مجتمع أكثر امناً واستقراراً , ومع أهمية هذه الطبقة الا ان المؤشرات الحالية تشير الى ان الطبقة المتوسطة في مجتمعنا السعودي اضحت في خطر ان استمر معدل ارتفاع اسعار السلع والخدمات الاساسية , فأنه سيأتي يوم ما وقد اندثرت هذه الطبقة وتلاشت , وهذا بدوره يؤدي الى الجمود في شتى المجالات و نشوء الصراع الطبقي , وهناك احاديث لاقتصاديين ومحللين مبنية على أسس احصائية واقتصادية ودلالات عامة كأزمة الاسكان وارتفاع الايجارات وارتفاع اسعار السلع الاساسية وتنامي معدلات البطالة تنم عن تآكل هذة الطبقة , الا ان وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد بن سليمان الجاسر يرى غير ذلك فمعاليه يرى ان هذا لغط وان كل مافي الموضوع ان طموح هذه الطبقة زاد !! ونحن نتمنى ان يكون ما ذكره معاليه صحيحا ..الا ان مؤشرات الواقع تقول خلاف ذلك كما نتمنى ان تعمل الجهات ذات الصلة على بعض الأساسيات التي تحد من تآكل الطبقة الاهم لاستقرار البناء المجتمعي وفق خطط تفضي الى خفض الاسعار وتأمين البيئة المعيشية الافضل لكل فرد ... ولعله ووفق نظريات علم الاجتماع ان تلاشي الطبقة الوسطى يعد من مؤشرات الفساد الاداري والمالي . ياسر احمد اليوبي - مستورة