يتمتع بالهدوء والانصات الذي يأسر كل من يستمع اليه، كما يتميز بشخصية قيادية فريدة تتقن فن الادارة الصحيحة باللمسات الناعمة بعيدا عن الصخب، يؤمن بان القرار الصحيح لا ينبغى ان يخضع للاهواء وانما لدراسات دقيقة تستند الى معايير موضوعية حتى يحقق الاهداف المنشودة.. انه صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز الذي تشرب فنون ادارة الاعمال منذ سنوات بالخبرة وصقلها بالدراسة في جامعة سان متييو بسان فرانسيسكو، ويمثل العام 2007 محطة مهمة في حياة الامير فيصل العملية وذلك بتوليه امارة منطقة عسير ذات الطبيعة الحدودية الخاصة بعد فترة عمل خلالها نائبا لامير المنطقة مكنته ولاشك من الاطلاع عن كثب على جميع الملفات، والامير فيصل درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة في مدارس الثغر النموذجية والمرحلة الثانوية في معهد العاصمة النموذجي بالرياض، كما انه من المحبين والداعمين لرياضة الفروسية ويملك اسطبل الأمير فيصل بن خالد (الإسطبل الأحمر) وهو من أعرق الإسطبلات في المملكة، كما يهتم بالمحافظة على الموروث والأصالة وذلك باهتمامه بالشعر وخاصة المحاورة، وتشهد منطقة عسير بقيادة الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز حراكًا تنمويًا واجتماعيًا مميزًا لخدمة الإنسان والمكان انطلاقا من رؤيته القائمة على ضرورة التطوير بالشراكة بين القطاعين العام والخاص وجميع ابناء المنطقة بدون اي اقصاء ولعل ملتقى التواصل بين ابناء عسير يعكس هذه الرؤية التي تقوم على ضرورة دعو ة الجميع تحت سقف واحد لعرض رؤاهم المختلفة عن مستقبل المنطقة لبلورتها في خطط استراتيجية في كل المجالات، وعلى الرغم من التحديات المختلفة الا ان الامير فيصل يملك ارادة صلبة وثقة مؤكدة في قدرات ابناء المنطقة على النهوض بها بعد ازالة اي معوقات امامهم وهكذا يكون المسؤول الفعال في موقعه. دعم الإبداع وايمانا منه بأهمية الابداع والتكريم كأحد الروافد الاساسية لبناء الوطن وتشجيع الكوادر في المجالات المختلفة شهد العام 1429ه التحول الفعلي في مسيرة جائزة ابها بعد 40 عاما من اطلاقها وذلك من خلال إعادة دراسة الجائزة بصفة عامة وتحديث فروعها وتجديد آليات عملها بما يتوافق مع النهضة الكبرى التي تشهدها المملكة ويتوافق مع المستجدات العصرية لمختلف الفنون والعلوم، كما أنشئ بعدها مجلس أعلى للجائزة برئاسة سمو أمير المنطقة ليكون ضامنًا لمسيرة الجائزة في سبيل تحقيق أهدافها السامية. ومنذ نشأة الجائزة حاز شرف الفوز بها 3000 مبدع ومبدعة، كما اسهمت في ترسيخ القيم والمثل الإسلامية وتعزيز الانتماء الوطني وإذكاء روح التنافس بين الأفراد والقطاعات الحكومية والمؤسسات الخاصة للعمل الجاد وإثراء الحركة الثقافية. وفي هذا الصدد يقول سموه عنها لقد كانت جائزة أبها، في تاريخها، رائدة في فكرة الجوائز الوطنية، وهنا لا يسعني إلا التأكيد على الإصرار الدائم بتطوير هذه الجائزة ودفعها إلى آفاق وأفكار مختلفة ترفض النمطية والرتابة وتحث على الابتكار والتجديد، ولان شعارة التجديد دوما والثقة في الاجيال الجديدة حظى الشباب باهتمام نوعي من الامير فيصل بن خالد من خلال مجلس شباب المنطقة الذي يعنى بدراسة قضايا الشباب ووضع الحلول المناسبة لها وتجلى ذلك بوضوح في توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة مع الجهات المختلفة من اجل زيادة فعالياتهم في تنمية وطنهم واكسابهم ما يحتاجونه من المهارات اللازمة ليكونوا على مستوى عال في تعلم فنون القيادة والإدارة. وعلى الرغم من ايمانه بان السياحة يمكن ان تكون قاطرة التطوير في منطقة عسير لما حباها الله به من امكانات طبيعية وبشرية، الا ان سموه يؤمن تماما بضرورة التكامل في جميع المجالات لتحقيق الاهداف المنشودة على نطاق واسع، ولاجدال ان هذا الامر يرتبط بضرورة التعاطى مع السياحة كنشاط دائم من خلال الاستفادة من كل المقومات في المنطقة، وفي هذا الصدد يقول سموه في ختام مهرجان محايل الشتوي «محايل ادفأ» لعام 1433ه «سأسعى لأن تكون السياحة في عسير على مدار العام وان تكون الوجهة السياحية الاولى في المملكة بحلول 2020». الاستماع على الطبيعة وفيصل بن خالد امير من طراز عملي لا يكتفى بالتقارير المكتوبة فقط بل يحرص على المشاهدة والاستماع للتعرف على الحقيقة من الميدان، ولذلك كثيرا ما يلتقى مع المتنزهين في المواقع السياحة مستمعا ومحاورا عن الخدمات المقدمة لهم وتطلعاتهم للمستقبل لاسيما وان عسير تتجه الى ان تكون وجهة مفضلة للاشقاء الخليجيين، وعلى الرغم من مشاغله المتعددة الا ان الامير فيصل يحرص دوما على مشاركة المواطنين افراحهم واحزانهم انطلاقا من سياسة القيادة الرشيدة التي تؤكد على قيمة التلاحم مع الشعب، وكان من اخر المناسبات التي حرص على تقديم التعازي بها وفاة الطالب عبدالله بن سعد القحطاني داخل أروقة جامعة الملك خالد وتقديم التعازي الى اسرة الملازم أول حسين بن محمد بن عميس القحطاني في منزل الأسرة في محافظة أحد رفيدة، بعد ان استشهد على يد مهربي المخدرات، وبنظرة الاب في المواقف الصعبة قال سموه معزيا الاسرة: إن الفقيد، فقيد وطن وهو محل اعتزاز القيادة والشعب السعودي بأكمله، معبرا عن فخر الجميع بكل من يستشهد وهو يؤدي واجبا دينيا ووطنيا وبطوليا للدفاع عن الوطن ومقدراته من كل فاسد وعابث، ولانه محب للشعر، فلم يكن مستغربا ان يرعى سموه مسابقة فن المحاورة «المعنى» في نسختها الاولى بمدينة ابها لتعميق اواصر المحبة بين ربوع الوطن الواحد، لقد كشفت السنوات الماضية عن امير حري بعسير ان تسعد به كقيمة انسانية وادارية فاعلة في خدمة الانسان والمكان في المنطقة.