ما هي المدينة الذكية (ماذا يقصد بالمدينة الذكية)؟ بالنسبة لمفهوم المدينة الذكية هناك عدة مفاهيم أو تعريفات للمدن الذكية، احدها هي تلك المدينة التي تستخدم التقنية في حل مشاكلها الإستراتيجية والتحديات التي تواجهها، فهناك مدن حول العالم تواجه تحديات كبيرة في توفير الطاقة، أو تحديات في محاربة التلوث، أو في حل مشكلة ازدحام الحركة المرورية.. وغير ذلك، وبإمكانها اليوم باستخدام التقنية وبأساليب تقنية مبتكرة حل هذه المشاكل وجعل الحياة أسهل وأكثر أمانا في تلك المدن. ما هي المحاور التي يرتكز عليها بناء «المدن الذكية»؟ هناك ستة محاور مهمة وهي (الاقتصاد المعرفي - ونظام نقل ذكي - وبيئة ذكية - ومجتمع ذكي - وخدمات الكترونية - وذكاء عمراني) وأول استخدام لمصطلح المدينة الذكية أو المدينة الرقمية كان في المؤتمر الأوروبي للمدينة الرقمية في عام 1994، وبعد ذلك في عام 1996 م تم اختيار بعض المدن الأوروبية لتكون مدنًا ذكية. مفهوم المدينة الذكية لدى العامة يرتبط بالاتصالات .. إلى أي حد هذا المفهوم صحيح ؟ بالفعل .. يعتقد البعض أن مفهوم المدينة الذكية فقط هي التي يتوفر بها خدمة النطاق العريض (broadband) للاتصال بالانترنت، أو تلك التي توفر خدمة الاتصال اللاسلكي في كل مكان، وهذا غير دقيق، وان كان من الأهمية بمكان توفير شبكات اتصالات عالية السرعة وكذلك توفر شبكة الألياف البصرية، مع العلم بأن توفر عنصر البنية التحتية ذي النطاق العريض للاتصالات يعتبر سمة من سمات المدن الذكية. والمدينة الذكية ليس مشروعًا تقوم به جهة واحدة لتصبح المدينة ذكية، بل الجميع شركاء في هذا المفهوم للنهوض بالمدينة لتكون مدينة ذكية، كل في مجاله ضمن إطار استراتيجي متفق عليه، لتحقيق الأهداف الإستراتيجية. والمدينة الذكية الرقمية هي مدينة مرتبطة بالجغرافيا (وليس الجغرافيا الافتراضية)، وسكانها هم الأشخاص الاعتياديون وليست مقتصرة على متخصصي التقنية والشبكات. تداول مؤخرا مصطلح «المجتمع الذكي» .. هل تسلطون الضوء على ذلك ؟ كنتيجة لتطور تقنيات ووسائل الاتصالات تعززت ظواهر واحتياجات اجتماعية جديدة لتشكل مجتمع المعلوماتية أو المجتمع المعلوماتي، وسمو الأمير يؤكد دائمًا بأننا جزء من العالم، وما يطرأ على المجتمع العالمي من تطورات يطرأ على مجتمعنا بسلبياته وايجابياته كسبب لتنامي ظاهرة العولمة، والزائر لأي بلد اليوم لديه حس للمقارنة في ظل المعيارية العالمية للخدمات وذلك لتقييم خدمات البلد على المستوى العالمي، ولذلك فإن المجتمع الذكي (كما يقال)، كأحد الأنماط المجتمعية الظاهرة لتلك المدينة، هو الذي ينتج عن تلك البيئة الابتكارية التي تمثل الهدف الأساس لإنشاء المدينة الذكية في سعيها لتطوير البنى التحتية للمجتمع والارتقاء بالمستوى المعيشي والثقافي للمدينة. وعن انشاء واحة التقنية بالطائف .. ماذا تقولون ؟ تقوم الامارة بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بانشاء واحة للتقنية بالطائف على مساحة 10كم2، وقد شهد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، توقيع عقد ما بين رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وممثلين عن مجموعة (مورجانتي) لتخطيط وتصميم الواحة الكبرى للتقنية بالطائف،وبقيمة 85 مليون ريال سعودي ومدته سنة من تاريخ التوقيع، وتقود مجموعة مورجانتي تحالفًا مكونًا من سبع شركات عالمية لهذا الغرض. وقد انطلقت باكورة أعمال الواحة بعقد يوم تنافسي بين رواد أعمال عالميين وسعوديين للفوز بثقة رؤساء مجموعة مستثمرين مبادرين من: فرنسا، تركيا، الهند والسعودية، وقد فازت سبع شركات من بين 25 شركة عالمية ومحلية بثقة رؤساء مجموعات المستثمرين المبادرين. كما أقام البرنامج فعالية لاستعراض تجارب ناجحة لرواد أعمال من أصحاب الشركات القائمة للتعريف الواقعي بتجاربهم أمام عدد من رجال وسيدات أعمال سعوديين، بهدف توعية وتحفيز رجال وسيدات الأعمال السعوديين على خوض تجارب الريادة في الأعمال والابتكار والاستثمار في رأس المال الجريء. حاضنات الاعمال وماذا عن حاضنات الاعمال في مكة – جدة – الطائف - ذهبان)؟ تم توقيع مذكرة تعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز، وذلك للقيام بعمل الدراسات الخاصة بتطبيق الاسورة الذكية للحجاج والمعتمرين ك: (pilot project)، ودراسة افضل طرق التطبيق الممكنة لحل الكثير من الاشكالات ذات العلاقة، والاستفادة من الطاقة الشمسية في التطبيقات الكامنة بهذا الخصوص، وتصوير الحرم المكي الشريف بتقنية الثلاثة ابعاد، والمشاعر المقدسة والمواقع التاريخية وتوفيرها على بوابة المنطقة الالكترونية (www.makkah.gov.sa)، وتحفيز الاقتصاد المعرفي من خلال دعم شباب الاعمال، وايجاد البيئات المناسبة. سمعنا عن البوابات الالكترونية .. هل تحدثونا عنها؟ سيتم انشاء 8 بوابات الكترونية ذكية بمطار الملك عبدالعزيز بالتنسيق مع مركز المعلومات الوطني، وذلك لاستخدامها من قبل المواطنين باستخدام بطاقات الهوية الالكترونية الذكية الجديدة مع البصمة دون الحاجة للمرور عبر موظفي الجوازات. ويقوم البرنامج بالتنسيق مع الجهات صاحبة المشروعات الكبيرة بالمنطقة بضرورة توفير الخدمات الذكية المطلوبة في مثل هذه المشروعات، مع التكامل مع الجهات الاخرى وتوفير، مع استخدام احدث التقنيات الذكية حسب المعايير العالمية، وقد تم مخاطبة مشروع مطار الملك عبدالعزيز الجديد، ومشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية، ومشروع جبل عمر، وشركة البلد الامين (مشروع القطار – المترو وغيره من المشروعات الكبيرة)، وشركة جدة للتطوير، ومشروع قطار الحرمين .. وغيرها، وقامت الامارة بتوقيع مذكرة تفاهم مع برنامج يسر، وذلك لقياس مستوى الجاهزية الالكترونية بالامارة. واللوحات الارشادية الثابتة ( بوابات الكترونية) – ليست portals والتي ستكون في مدينة جدة، وهي عبارة عن لوحات الكترونية كبيرة في الطرق الرئيسة ذات تحكم عن بعد وشاشات كبيرة، وذلك لبث الارشادات والمعلومات الهامة آنيًا من قبل المركز، مع وجود كاميرات ومستشعرات ذكية وعدادات، وستكون 20 بوابة اوسيكون هناك 20 لوحة الكترونية اخرى متنقلة. هل تسلطون الضوء على «مركز ادارة الازمات»؟ يتم انشاء مركز الازمات والكوارث على احدث الاساليب واستخدام احدث التقنيات في هذا المجال، وسيكون مركزًا متميزًا يستخدم التقنية في ادارة الازمات والكوارث، وسيتم تركيب اكثر من 2000 كاميرا في محافظة جدة لتستفيد منها الجهات ذات العلاقة، وكذلك تركيب نظام لادارة المدينة للمؤشرات (BSC)، وغيره من النظم الذكية في تحليل المخاطر وادارة الحدث والتواصل مع الناس ومع الشبكات الاجتماعية، والقنوات الالكترونية المتوفرة، مع توفير الربط مع الجهات ذات العلاقة ك ( ( virtual presence، وكذلك توفير بدائل للاتصالات كفيلة بالحفاظ على الاتصال بين القياديين في المنطقة في حالة الكوارث والازمات لاقدر الله. وتم طرح مشروع إنشاء مكتب إدارة مشروعات PMO بالامارة لمتابعة مشروعات المنطقة وفق منهجية مكتب إدارة المشروعات الأمريكي PMI . مع هذا المشروع كيف ستكون علاقة المواطنين والزوار؟ مشروع ال (CRM)، والذي سيجعل علاقة المواطنين والزوار، علاقة الكترونية، وذلك لتسهيل ايصال صوتهم للامارة، مع التعامل مع قضاياهم بسرعة عالية، ومع الربط مع الجهات ذات العلاقة بهم، وتوفير البنية التحتية اللازمة لذلك. حيث تم حصر الخدمات الالكترونية بالمنطقة، ومتوفرة في قاعدة بيانات بالامارة، لتوفير المهم والمطلوب منها في بوابة المنطقة. المنازل الذكية وعن «المنازل الذكية» ماذا تقولون؟ توجد اليوم تطبيقات مفيدة للمنازل والمباني السكنية لتصبح منازل ذكية كما يقال، سواء في مجال توفير الطاقة أو الحماية والسلامة (والسلامة عن بعد أيضا) أو في مجال الخدمات، ويوجد بالأسواق الكثير من هذه التطبيقات، وفي منتدى المدن الذكية المزمع إقامته والذي سوف يتم تنظيمه من قبل الإمارة قريبا إن شاء الله وسيكون هناك معرض لتطبيقات المساكن الذكية، ومستقبلا ستكون جميع الأجهزة والمعدات المستخدمة بالمنازل كالثلاجات والغسالات والتلفزيونات وجميع الأجهزة ستكون مرتبطة بالانترنت، وخصوصًا بعد بروتوكول الانترنت الإصدار السادس الأخير (IPV6) لتوفير الكثير من الخدمات النوعية كخدمات الصيانة والمتابعة الدورية من قبل المصنع وإرسال تقارير الأعطال قبل حدوثها والاطلاع على أداء الأجهزة والتواصل مع مصنعيها بشكل أفضل. برنامج المدينة الذكية في إمارة منطقة مكةالمكرمة .. إلى أين وصل؟ برنامج المدينة الذكية بإمارة منطقة مكةالمكرمة هو أول برنامج من نوعه ينشأ في جهة حكومية، وقد انشئ البرنامج حسب توجيه سمو أمير المنطقة، فمنذ أكثر من سنتين وسموه يدفع في هذا الجانب ولدى سموه حلم في المنطقة في هذا المجال وتقديم خدمات مميزة لضيوف بيت الله الحرام نأمل أن نساهم في تحقيق هذا الحلم. والبرنامج يشرف على دعم التوجه للتحول للمدينة الذكية، ويتبنى البرنامج المبادرات الكفيلة بدعم هذا التوجه وتذليل الصعوبات التي تواجهها، وقد قمنا بحصر جميع الخدمات الحكومية الالكترونية بالمنطقة، وجار دراستها ودعم الجهات الحكومية لتقديم المزيد من الخدمات ورفع مستوى جودة خدماتها الالكترونية، ونقوم بنشر ثقافة المدن الذكية والتعاملات الالكترونية بين القيادات في المنطقة وذلك من خلال ورش العمل والمنتديات المتخصصة والدورات التدريبية. تعلمون أهمية وجود (حاضنات تقنية) .. هل لكم جهود في هذا الجانب؟ نقوم بالتنسيق لإنشاء حاضنات تقنية في المنطقة من خلال التعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وقامت الإمارة بالتنسيق لتوقيع اتفاقيتي تعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومع برنامج «يسر» للتعاملات الالكترونية الحكومية، وذلك لإنشاء حاضنات أعمال تقنية في المنطقة ودعم شباب الأعمال، كما يقوم البرنامج بتشجيع التطبيقات الذكية المبتكرة في المشاعر المقدسة والمنطقة عمومًا. المدن الذكية «الخطة الإستراتيجية» للمدن الذكية .. هل تشمل الخدمات المقدمة للحاج والمعتمر؟ نحن الآن بصدد وضع الخطة الإستراتيجية للمدينة الذكية لملء الفراغ وتحديد الخدمات الذكية المطلوبة والتي ستقدم خدمات نوعية للمواطن والمقيم والحاج والمعتمر، وتؤثر إيجابا على نوعية وجودة الخدمة المقدمة، وهناك بعض الخدمات الذكية التي تقوم الإمارة الآن بدراستها مع الجهات المختصة كوزارة الحج لإيجاد نظام ذكي ( الاسورة الذكية للحاج والمعتمر) باستخدام تقنيات ال (RFID) للرقي بالخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام، ومتابعة امن وسلامة تفويجهم ومعرفة الأعداد بدقة في الرمي وعند الطواف والتفويج بين المشاعر، وهذه ستقدم خدمات نوعية لسلامة ضيوف بيت الله الحرام، وإرشادهم ومعرفة مخيماتهم وكذلك لمعرفة هوية الحاج ومعرفة ظروفه الصحية في حالة الإغماءات أو المشاكل الصحية الأخرى، وكذلك إمكانية توفير الكثير من التطبيقات الكامنة باستخدام نظام المعلومات الجغرافية (GIS) والتي من الممكن توفير الكثير من التطبيقات المفيدة لضيوف بيت الله الحرام والمواطنين. وسنقوم مع الاستشاري ومسؤولي المنطقة بتحديد الهدف المطلوب ورسم خارطة الطريق للوصول للهدف المطلوب وتحقيق رؤية سمو أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل، وذلك بعد معرفة وتحليل الوضع الراهن؟ «المدن الذكية» هل ستتخلص من كوارث السيول؟ هناك خدمات نوعية أخرى على سبيل المثال مركز إدارة الأزمات والكوارث بجدة والذي سيدير أي أزمة أو كارثة بأفضل الأنظمة الالكترونية المتوفرة في هذا المجال، وسيكون مركزًا متميزًا بمشيئة الله تعالى، وسينتهي العمل فيه خلال سنتين إن شاء الله. هل سيكون للبرنامج تأثير على المشروعات العمرانية الكبرى في المنطقة؟ بالتأكيد .. وخصوصا المشروعات التي لها علاقة بالمشاعر المقدسة أو المشروعات الكبرى والمشروعات السياحية في المنطقة، وقد تم مخاطبة جميع الجهات ذات العلاقة حسب توجيه سمو الأمير، وتم بدء التنسيق معهم هذا الشأن. كمشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية ومشروع مطار الملك عبدالعزيز الجديد ومشروع جبل عمر وكورنيش جدة الجديد ومشروعات تطوير الأحياء العشوائية وغيرها. ما هي المصاعب التي تتوقعون مواجهتها؟ أي مشروع جديد يواجه بلا شك العديد من المصاعب، والصعوبة هي كما ذكر سلفًا بأن هذا ليس مشروعًا مملوكًا لجهة واحدة، بل هو مشروع تكاملي بين الجميع، وللمعلومة أهمية كبيرة حيث يجب أن تكون المعلومة مشتركة بين الجميع، لتسهل اتخاذ القرار وبشكل سريع جدًا، والحافز الأكبر هو ما نلمسه من دعم غير محدود من قبل صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل يحفظه الله وسعادة وكيل الإمارة الدكتور عبدالعزيز الخضيري. هل نحن جاهزون لتطبيق هذه المفاهيم؟ الجاهزية الالكترونية (e-readiness) لأي بلد تعتمد على عدة معايير عالمية وفي آخر تقرير للأمم المتحدة المعنون ب (استطلاع الحكومة الالكترونية 2012 – الحكومة الالكترونية للناس)، والذي ناقش تصنيفات الدول بشكل مفصل في مجال الجاهزية الالكترونية وتقديم الخدمات الالكترونية الحكومية، على مستوى العالم، فقد جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة 41 عالميًا في عام 2012م، أما في مجال توفر الخدمات الالكترونية فقد جاءت المملكة من ضمن أفضل 20 دولة في العالم. هل هناك مدن سبقت في تطبيق تجربة المدينة الذكية؟ نعم، هناك عدة مدن تطبق أنظمة المدن الذكية، ومن أفضلها العاصمة الهولندية أمستردام على المستوى الأوروبي ، وتوجد مدينة في كوريا الجنوبية تدعى سونقدو ( Songdo) تم تصميمها وإنشاؤها كأول مدينة ذكية بالتعاون مع شركة سيسكو العالمية. وفي أوروبا يتم محاربة التلوث وكذلك حل مشكلة الازدحامات المرورية بتقنيات مبتكرة، وفي سنغافورة يتم استخدام التقنية في متابعة حركة المشاة الكبيرة في بعض المناسبات الوطنية باستخدام حساسات وكاميرات ذكية للتحكم في سلامة المشاة في هذه المناسبات الوطنية، وفي البرازيل هناك مركز ذكي لإدارة الأزمات والكوارث الناتجة من الأمطار وانزلاقات التربة باستخدام أنظمة تحليل مستوى السيول وتخمين المخاطر، ولدينا في المملكة تجربة قامت بها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في إنشاء أول محطة تحلية للمياه باستخدام الطاقة الشمسية في الخفجي كحل تقني مبتكر لمشكلة نعاني منها كثيرًا. والكثير من التطبيقات الأخرى متوفرة في بعض الدول هنا وهناك.