قال عميد كلية اللغة العربية بجامعة ام القري الدكتور صالح بن سعيد الزهراني بجامعة أم القرى ان اللغة الانجليزية اصبحت حائلا بيننا وبين المعرفة بعد ان اصبحت شرطا اساسيا من اجل الحصول على وظيفة مع الحاسب الالي، واشار الى عدة تحديات داخلية وخارجية تواجه اللغة العربية مؤكدا ان اللغة ليست وسيلة للتخاطب فقط، وانما قضية هوية وثقافة. واكد في حوار ل»المدينة» على هامش المؤتمر الدولي الأول للعلوم العربية في التعليم الجامعي ان 7% من مزودي الانترنت باللغة العربية سعوديون وان سبع جامعات صينية تطلب ان يكون لديها معاهد للغة العربية. ما ابرز الأخطار والتحديات التي تواجه اللغة العربية في هذا العصر؟ التحديات التي تواجه اللغة العربية تتعلق بثلاثة محاور منها ما يتعلق بالإنسان نفسه وأخرى تتعلق بالداخل كوضعنا كعرب وثالثة عالمية، ويجب أن ندرك أن اللغة ليست في التواصل مع الآخرين بكلام إنما هي هوية وثقافة.. الآن لماذا الفرنسي لا يتحدث الا بالفرنسية ولماذا يوجد قانون في ألمانيا يمنع تدريس ثقافة الأجناس البشرية بغير اللغة الألمانية ولماذا يمنع في إسرائيل استخدام أي مصطلح إلا باللغة العبرية، والآن هناك دراسات عما يسمى المستقبليات أواللسانيات ولدينا في العالم سبعة آلاف لغة عشر لغات ولهجات تموت منها 10 لغات سنويًا تقريبًا ويقولون إن أربع لغات هي المؤهلة للبقاء (الصينية والإنجليزية والعربية والإسبانية) واللغة العربية مؤهلة لأن تكون الأولى لأنها غير متحيزة ولا يمكن أن تجد إنجليزيا الآن يقرأ لك قصص (شوثر) مثلًا من القرن الخامس عشر لكنه يقرأ شعر امرؤ القيس ولذلك اللغة العربية هي ثقافة وليست عرقا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (من تكلم العربية فهو عربي) والغريب ان الذين خدموا النحو هم من أبناء الأعاجم،، كما أن المسيحيين الآن في الدول العربية هم أكثر من خدم اللغة العربية وهذا يعني أن هذه اللغة ثقافة غير متحيزة ولغة ليست عنصرية،، وتستوعب الجميع وهذه حكمة الله تعالى الذي قال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وفي حاسوبيات الجيل الثالث يؤهلون اللغة العربية لأن تكون لغة حاسوبية لأنها منضبطة وقانونها رياضي وهناك تحديات تتعلق بوضعنا كأمة عربية للأسف الشديد لا يوجد لدينا استراتيجية لتدريس اللغة العربية على مستوى عربي في ظل جهود فردية في المملكة وقطر والإمارات ومصر، ولدينا مجامع لغوية تحاول أن تنهض باللغة العربية لكن لا يوجد أجندة خاصة في جامعة الدول العربية أو في منظمة المؤتمر الإسلامي لجعلها لغة عالمية،، أدخل الآن إلى موقع (إنجلش تاون) باللغة الإنجليزية تجد انه يدرس فيه ثلاثون مليون طالب ويعمل 365 يوما في السنة تطوعًا من الذين يحملون اللغة الإنجليزية،، لو كان لدينا مثل هذا الموقع وأساتذة متطوعون يعملون في تعليم اللغة العربية كيف تكون النتيجة؟. ** وما طبيعة التحديات الاخرى؟ لابد أن يكون لدينا رؤية واحدة واستراتيجية واضحة لنشر اللغة العربية وهناك تحديات تتعلق بالخارج.. الآن مشكلتنا أننا نعلم أبناءنا أنك اذا أردت أن تحصل على وظيفة ويكون لك مزية اجتماعية تعلم الإنجليزية والحاسب الآلي،، ونحن لا نهتم بتعليم أبنائنا اللغة العربية، فيما الإنجليزية أصبحت حائلا بيننا وبين المعرفة والمملكة لديها الآن مبادرة لتنمية وإثراء المحتوى العربي على الإنترنت.. وهي مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولدينا أكبر مدونة عربية تتاح للباحثين قريبًا وقد أمر خادم الحرمين بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية،، وأنا أشرف بعضوية مجلس أمناء المجلس ولدينا خطط وبرامج تنموية للغة العربية. وتلقينا طلبات من سبع جامعات من الصين تطلب أن يكون لديها معاهد للغة العربية والآن في تركيا رئيس الوزراء فرض تعليم اللغة العربية من الصف الخامس الإبتدائي. مؤتمر اللغة العربية عقد مؤخرا مؤتمر اللغة العربية .. كيف تنظرون الى ما تم طرحه فيه؟ الذي أتمناه أن تتحول التوصيات إلى برامج عمل لأن القضية ليست مؤتمرات يجتمع الناس فيها ثم يذهبون، ونحن أول من يتبنى التوصيات في كلية اللغة العربية وآمالنا كبيرة لكن الآمال الطيبة وحدها لا تصنع الأمجاد نحن نحتاج مع هذه الأعمال أن نتفاءل وأن نعمل. كيف تنظر لدور الأسرة في المحافظة على اللغة العربية؟ الطفل الآن يجلس أمام التلفزيون فترات طويلة والحقيقة لدينا مشروعات في هذا الاطا ر،، ولكن لابد من منظومة تضم إمام المسجد والصحافة ووسائل الإعلام، والمفكرون الآن يتحدثون عما يسمونه بالزمن السعودي حيث تقود المملكة حركة الثقافة والمعرفة،، ويكفي أن الذين يزودون الإنترنت باللغة العربية 7% منهم سعوديون واللغة العربية تنمو الآن بنسبة 2800% في الانترنت، ونحن الآن نفكر في فتح برنامج بعنوان اللغويات التطبيقية في الدراسات العليا وفي سبيل إقراره من مجلس الجامعة وأتمنى في المستقبل أن يكون الأستاذ السعودي الذي لا يجد عملا هنا يعمل في جهات مثل هيئة الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وان يجد من يتخرج في اللغة العربية في المستقبل عملا في روسيا والصين وتركيا. ما مشكلات دارسي اللغة العربية؟ خريجو اللغة العربية يعانون من نقص في المهارات التكوينية ونحن نتطلع الى أن يتخرج طالب اللغة العربية على مستوى رفيع من المهارات والمعرفة، ولذلك خصص المحور الأول لموضوع مهارات علوم العربية من حيث الاستماع والحوار والمخاطبة والقراءة والكتابة والإلقاء والإنشاد واستيعاب المقروء فيما تناول المحور الثاني موضوع إعداد برامج حسب المستفيدين (الطلاب, المعلمون, الإعلاميون, المترجمون , آخرون) في إعداد معلمي اللغة العربية والكفايات اللغوية ومعايير الجودة في مخرجات أقسام اللغة العربية، وتناول المحور الثالث المناهج وتقنيات تعليم العربية من حيث محتوى المقررات ومضمونها والتجديد في المناهج والمقررات وتوظيف التقنيات الحديثة وتنويع الدرس اللغوي بين التواصل والتداول وشمل المحور الرابع تقويم وثائق إعداد مناهج ومقررات اللغة العربية وعرض البرامج وتقويمها وعرض التجارب الخاصة وبرمجيات تعليم اللغة العربية.