ذكر رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا أحمد جاب الله أن الإعلام يتحمل جزءًا من مسؤوليات النظرة تجاه الإسلام في الغرب. وأوضح جاب الله أن الدول الأوروبية بشكل عام تحكمها أنظمة علمانية مع اختلاف الأنظمة العلمانية من دولة إلى أخرى، لكنها تتفق في أن الشأن الديني عمومًا ينبغي أن يكون بعيدًا عن شؤون المجتمع، وأشار جاب الله أن مفهوم فصل الدين عن الدولة هو ليس فقط فصل في المجال السياسي فحسب، بل إن العقلية الأوروبية عمومًا لا تقبل أن يكون للدين حضور في المجتمع. وبين جاب الله أنه باعتبار عدد من ممارسات المسلمين الدينية ظاهرة ولا يمكن إخفاؤها في المجتمع مثل الحجاب الأمر الذي أحدث نوعًا من ردة الفعل لدى بعض الجهات. وكشف جاب الله عن الجهود التي يقوم بها اتحاد المنظمات الإسلامية للتواصل مع المجتمع وخاصةً الفئات المؤثرة فيه من مفكرين ووسائل الإعلام وغيرها. وأوضح جاب الله أن هناك محاولات عديدة لكنها لم تستطع أن تحدث تغييرًا كبيرًا، وحمل جاب الله وسائل الإعلام مسؤولية تشويه صورة المسلمين إذ غالبًا ما يكون الحديث عن الإسلام في سياق المشكلات التي تقع سواء في العالم الإسلامي أو في الغرب. وأشار جاب الله إلى أن اتباع الإعلام لاستراتيجية الإثارة لا يمكن في الحقيقة من عرض الإسلام أو عرض فكرة عن الوجود الإسلامي بشكل طبيعي بعيدًا عن ردات الفعل أو المواقف السلبية التي تعبر عن خوف وعن ريبة من الإسلام والمسلمين. وأضاف جاب الله أنه رغم الإيمان بأهمية وتأثير الإعلام اليوم في العالم كله إلا أنه لا يزال المسلمون يفتقدون إلى وسائل إعلامية قوية ومؤثرة تصل إلى شرائح واسعة من المجتمع وتتعامل انطلاقا من المنظومة الثقافية في المجتمع، مؤكدًا على ضرورة مراعاة السياق الثقافي والفكري والاجتماعي للمجتمعات الغربية حتى يتمكن هذا الخطاب من الوصول إلى عقول الناس وتغيير قناعاتهم مما يمكن في نهاية المطاف من إعطائهم الصورة الحقيقية عن الإسلام، والتعبير عما يحمله الإسلام من قيم وسلوكيات راقية تعلي من شأن المسلمين.