سيدة في الأربعين من العمر أصيبت بمرضٍ عضال أقعدها عن الحركة.. تبدأ حكايتها قبل خمس سنوات مضت كانت ترفل بأثواب الصحة والعافية، رزقها الله بستة أطفال، أصغرهم كان في سن الثالثة.. حينها بدأت معاناتها مع مرض التصلب اللويحي أو المتعدد (MS).. أحست بتنميل في الأطراف، ثم بدأ يزداد يومًا بعد يوم، حتى شلّ حركتها بالكلية، ولم يتبق لها غير رأسها وحواسها.. وفي زيارة لها قالت: "كم أنا محظوظة، بأن رزقني الله من نعمه الكثيرة، زوجٌ وفي نادر الوجود، في زمن سيطرت فيه المصالح الشخصية والأنانية على التضحية والوفاء.. كما رزقنى ربي ذرية صالحة تحيط بي وتتسابق لخدمتي وتطلب رضاي.. والنعمة الكبرى أن جعل لساني ذاكرًا لله حامدًا لنعمه، ونفس صابرة على البلاء.. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك..". في ختام الزيارة قالت وهي خجلة: "لقد قلت في زوجي كلمات أحس بأنها شعر أو نثر أو خلجات نفس.. سمها ما شئت، سطرت فيها شكري وامتناني لكرمه وتضحيته وحسن معشره.. اللهم أجزل له العطاء في الدنيا والآخرة..، كتبت ما سطرته من كلمات الوفاء، لعلنا نتمثل هذه النماذج في حياتنا المعاصرة، وننشر قيم الحب والتضحية والوفاء، بعد أن تخلينا عنها في عصر الماديات وسيطر على معظمنا مبدأ الأخذ دون العطاء.. تقول أم عبدالعزيز السبهان في كلمة وفاء لزوجها: يا رمز الوفاء , كان الوفا نسج من خيالاتي.. وفاء أراه مع أبي أولادي, وشريك حياتي.. أحسبه شريكي في الأجر.. كيف لا؟ فهو الصابر على معاناتي.. تجاوزت الأربعين لم أخط شعرا ولا نثرا.. واليوم أفيض من ألمي وحسراتي.. زوجي العزيز أبى أن يبوح به.. بسمو أخلاقه وصموده مع معاناتي.. أيها الصابر, يا من علمتني الصبر, اصبر يا رفيق دربي.. أنا في راحة وأمان ما دمت في كنف الرحمن الذي هيأ لي من ينتشلني من مصيبتي.. لا شك ان الوفاء من أرقى الأخلاق الإنسانية وأسماها، وهو علاقة تبادلية بين البشر "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان".. @emanalokil