بثت إحدى القنوات الفضائية خبرًا مفاده أن من قام بالتفجير الذي وقع في ولاية بوسطن بالولايات المتحدةالأمريكية مساء الثلاثاء الماضي هو عربي، وأضافت أنه يرقد في مستشفى الولاية تحت حراسة أمنية مشددة. وتناقلت ذلك الخبر العديد من الجهات الإخبارية مسندة ذلك لها، فانتشر الخبر كانتشار النار في الهشيم، فذاع بين الناس وأخذوا يتداولونه في منتدياتهم ومجموعاتهم وفي قنوات التواصل الاجتماعي على الإنترنت. وما هي إلا دقائق معدودة ولحظات محدودة حتى تم نفي ذلك الخبر ، وبعدها تم تأكيد ذلك النفي بواسطة الخارجية الأمريكية. المدهش في الأمر أن القناة بكل بساطة قامت بالاعتذار عن ذلك، وهكذا انتهى الأمر بالنسبة لها. وفي تصوري أن مثل هذا الأمر يفترض التوقف عنده بتأمل كبير؛ فأخبار كهذه لها انعكاسات سلبية جدًا من أبرزها: - إساءة للعلاقة بين الدول، فالأصل أن مثل هذا الخبر سيؤدي إلى توتر بينها إلى حين ثبوت عدم صحة الواقعة، والقناة ببثها لهذا الخبر كأنها أكّدت تورط أحد أبناء دولة في أمر مشين كهذا، ولو تريثت لكان خيرًا لها، فالمشاهد لن يقبل باعتذارها بعدئذ، ويبدو واضحًا أنها بفعلها غير المُبرَّر قد فقدت كثيرًا من أسهم مصداقيتها عند كثير من مشاهديها. - تشويه لدين سماوي عظيم، وهو دين الإسلام، ومن هنا فإن صورة هذا الدين ستتعرض للتشويه وسيُلحق ذلك التفجير بهذا الدين فيُوصم بالإرهاب، وهذه تعد جريمة بحقه؛ فنسبة كبيرة من الأمريكيين والأوروبيين يعتقدون هذا المعتقد (الإسلام دين الإرهاب)، ولا شك أن خبرًا كهذا من شأنه ترسيخ هذا المعتقد الباطل. - إن تشويه صورة الإسلام يعني -ضمنًا- تشويهًا لبلاد المسلمين، وأي إساءة أبلغ من بث خبر كاذب لم يصدر عن جهة رسمية مخولة بإصدار مثل هذه الأنباء في بيان أو تصريح؟. - هل يُعقل -من أجل سبق إعلامي- أن يُبث خبر في غاية السوء ويقف المسلمون منه موقف المتفرج؟! أقل ما يُعمل ان يُسرّع في محاسبة المسيء بشكلٍ علني، وجعل مثل هذه الأمور تحت السيطرة؛ فإذا سُمح بأي انفلات فستكون عواقبه مشينة وآثاره خطيرة. إن ملاحقة هذه القناة -وغيرها من القنوات في قابل الأيام- قضائيًا، ومعاقبتها عقابًا رادعًا سيكون بمثابة عبرة لغيرها، حتى لو أدى ذلك إلى إغلاقها، فليس أحد بحاجة لقناة تهرف بما لا تعرف، فتسيء أكثر مما تحسن، وإغلاقها حينئذ مطلب. وقفة: ليس من المعقول ولا من المقبول ترك ايا من القنوات تفعل ما تشاء وقت ما تشاء وفق ما تشاء، بل لا بد من محاسبة مثل تلك القنوات ، وأن تصدر بحقها قرارات تثلج الصدور، فالإساءة إلى المسلمين تؤلم الوجدان، وتحز في نفس كل إنسان. [email protected]