أكد وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة أن إدارة مكافحة الغش التجاري التابعة للوزارة تعمل بشكل مستمر على إيقاع العقوبات بالمخالفين في مختلف الأسواق، مشيرا إلى أن قرارات مجلس الوزراء الأخيرة تساهم في إعطاء وزارة التجارة مزيدا من الصلاحيات في مراقبة الأسواق والتأكد من خلوها من البضائع المغشوشة. وقال الربيعة في تصريح صحافي لوسائل الإعلام عقب افتتاح مؤتمر جمعية الشرق الأوسط الدولية للجودة 2013 في فندق هيلتون بجدة امس: إن أهمية المؤتمر تأتي لتركيزه على تغطية موضوع الجودة التي تأتي ضمن الخطة الاستراتجية للمملكة وضمن المهام التي تقوم بها الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة ولتعزيز الجودة في العمل، مضيفا أن تحسين الجودة يتطلب تسهيل إجراءات العمل وتقديم الخدمة الأفضل للمستفيدين في المملكة، مشيرا إلى أن المؤتمر يتزامن مع جائزة الإنجاز للمعاملات الإلكترونية والتي أطلقت مساء أول من أمس وتهتم بجودة الخدمات المقدمة للمستفيدين وتتنافس عليها مختلف الجهات الحكومية. وحول قرار مجلس الوزراء الصادر أول من أمس بخصوص نقل المصانع إلى خارج المدن وتوفير البيئة المناسبة لها، أكد الربيعة أن القرار يهتم بتقديم خدمة أفضل للمصانع وبتوفير الأراضي المخصصة للمدن الصناعية، مبينا أنه خلال الخمس سنوات الأخيرة توسعت الأراضي الصناعية من أربعين مليون متر مربع إلى 160 مليون متر مربع في الوقت الحالي، مؤكدا أن المصانع الملتزمة بالمعايير البيئية والتي لا يشكل وجودها تأثيرا بيئيا ستبقى وستستمر في مواقعها، في حين يتم إيقاف المصانع التي تؤثر سلبا على البيئة، كاشفا عن قيام الوزارة بتشكيل لجنة تقوم على المراقبة والتنسيق لدراسة أوضاع المصانع ووضع خطة لنقلها إلى داخل المدن الصناعية. وتطرق الربيعة إلى لجنة المساهمات العقارية وقال: «نعمل على حل الكثير من المساهمات، وقمنا بالتعاون مع الجهات المعنية باتخاذ اللازم حيال عدد منها وآخرها مساهمة الياسمين، والوزارة تسعى جاهدة للانتهاء من جميع المتعثر منها، إلا أن بعض المساهمات تواجه عوائق تنظيمية، تسببت في تأخير حلها». وأكد الربيعة أن المملكة ستكون بمنتجاتها وخدماتها معيارا عالميا للجودة والإتقان في عام 2020م. وقال: إن المملكة حريصة على دعم وتعزيز مفاهيم وتطبيقات الجودة على كل الأصعدة وفي جميع المجالات حيث تلعب تطبيقات الجودة الحديثة دوار هاما في تبسيط الإجراءات ورفع مستوى الجودة للخدمات والمنتجات الوطنية تحقيقا للرؤية الوطنية للجودة. وأضاف الربيعة أن مؤتمر الجودة الذي يعقد وللمرة الأولى بالمملكة، بتنظيم من المجلس السعودي للجودة وبالتعاون مع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة يعد أحد أهم الفعاليات والمناسبات نظرا لأهميتها في تعزيز مكانة المملكة على الخارطة الدولية في هذا المجال حيث أصبحت الجودة ضرورة لتقدم الدول وتطورها وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. من جهته أكد المهندس أحمد الخويطر كبير المهندسين في أرامكوالسعودية (المتحدث الرسمي للمؤتمر) أن هناك 4 تحديات رئيسية تواجه تطوير الأداء وفي صدارتها شح الايدى العاملة المدربة وعدم جدية الاستثمار في التقنيات الحديثة لرفع كفاءة الجودة وخفض المصاريف وانعدام الوعى الكافي بثقافة الجودة في قطاعات مختلفة. ولفت الخويطر إلى الكثير من المبادرات التي تبنتها الشركة لتعزيز الجودة ومن بينها إقامة مركز اختبارات لا ائتلافية للقيام بأنشطة البحث والتطوير التطبيقي في الصناعات الإقليمية على أفضل المستويات وتوقيع اتفاقيات مع عدة كليات صناعية وتقنية لتأهيل مراقبي جودة بدرجة دبلوم من كليات حفر الباطن وبقيق وينبع الصناعية وذلك ليكونوا نواة لاحوال العمالة الوطنية في هذا المجال وسد احتياجات سوق العمل. كما تبنت أرامكو تدريس مناهج تعليمية للجودة بالتعاون مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن واستحدثت كرسي لأبحاث الاختبارات اللا اتلافية مع جامعة الملك عبدالعزيز. وأكد الخويطر على أن أرامكو تعمل في تطبيق معايير الجودة من خلال الالتزام بقائمة الفحص وكفاءة القوى العاملة ومراجعة تصاميم المشروعات والالتزام بمؤشرات الأداء الشهرية، مبينا أن الجودة أصبحت الحلقة المفقودة التي يبحث الجميع مؤكدا ان غيابها يؤدى إلى فشل اي من المشروعات. وأوضح ان تطبيق معايير الجودة في المنتجات والخدمات أصبح قضية ملحة ومطلب وطنى ضرورى لتمكين المنتجات الوطنية من المنافسة في الأسواق العالمية بما يعزز من نمو الاقتصاد الوطنى وتحقيق رؤية خادم الحرمين بان تكون المملكة ومنتجاتها معيارا للجودة. ودعا الخويطر إلى جعل الجودة خيارا أساسيا في مجالات العمل الحكومية والخاصة وان ينتقل فكر الجودة إلى تطبيق حى منوها بجهود هيئة المواصفات القياسية في تعزيز مفهوم الجودة في المجتمع ومشيرا إلى أن جائزة الملك عبدالعزيز للجودة تعد الأعلى مرتبة في المملكة لنشر ثقافة الجودة على المستوى الوطنى بما يؤدى إلى تحديث مستمر في الصناعات الوطنية في ظل الانفتاح الذي يشهده عالمنا المعاصر حاليا. فيما أشار الدكتور عايض العمري رئيس المجلس والرئيس الحالى لجمعية الشرق الأوسط الدولية للجودة ومقرها دبي إلى أن المؤتمر يأتي امتدادا لرؤية ورسالة الجمعية في نشر وزيادة الوعي بثقافة الجودة والتميز في الشرق الأوسط من خلال الاطلاع على أفضل الممارسات في مجال الجودة والتميز المؤسسي، مبينا أن البرنامج ذو صبغة «نظرية تطبيقية»، لكونه سيناقش أهم مستجدات الجودة وكذلك عرض النظريات الجديدة للجودة والخدمات، وذلك بوجود كبار العلماء وخبراء الجودة من أنحاء العالم، مضيفا أنه خلال المنتدى سيتم تدشين ترجمة كتاب «فاست» (الأسلوب السريع لتحسين العمليات) والذي يأتي ضمن جهود المجلس لنشر ثقافة الجودة باللغة العربية. وعن أبرز الأحداث الحالية بين العمري إطلاق جائزة دولية لأفضل ممارسات الجودة باسم البروفسور «محمد زايري» رئيس المجلس الأوروبي للجودة جزائري الأصل بريطاني الجنسية، تكريما لإسهاماته في المجال. ومن الناحية التطبيقية للبرنامج بين العمري أنه سيتم عرض تجارب الشركات الفائزة في هذا المجال، وكذلك المتميزة في مجال الجودة من بعض الدول ك»الإمارات، الأردن، باكستان، وتركيا» وجائزة الملك عبدالعزيز للجودة في المملكة وسيناقش المجلس 22 ورقة خلال أيام المؤتمر.