ضمن النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته ال 28 بالجنادرية، أقيمت أمس ندوة بعنوان «اللغة العربية وتحديات الهوية»، أدارها الدكتور محمد عبدالله المطلق، وبمشاركة كل من: الدكتور مرزوق بن تنباك والدكتورعبدالله عسيلان من المملكة والدكتورة وسمية عبدالمحسن المنصور من المملكة، وغريد الشيخ محمد من لبنان. في البداية قال الدكتور مرزوق بن تنباك: إن اللغة هي هوية أمة وهوية مجتمع فالعالم كله يتواصل اليوم من خلال اللغات وقضية اللغة ليست في التواصل بل في اللغة نفسها فهي تعبّر عن كينونة الأمة وعن وجودها وثقافتها، مبيّنًا أن الأمة تقبل التعدد في الثنائيات الكثيرة سواء في الأديان أو الألوان والأعراق والأجناس ولكن لا تقبل التعدد في اللغة، مشدّدًا على أن اللغة العربية تعيش هذه الأيام في خطر من قِبل اللغات الوافدة إلى الدول العربية عامة ودول الخليج العربي خاصة. ومن جانبه أشار الدكتور عبدالله عسيلان في ورقته «وقفات مع الباحثين والدارسين حول مستقبل اللغة العربية والهوية» إلى قيمة اللغة العربية وإلى مكانتها وسعتها وقدرتها على مواكبة العصر واستيعاب العلوم الحديثة كافة، موضحًا أنها غنية وثرية بمعاجم المعاني والألفاظ الكتابية التي تستوعب الكثير من العلوم المعاصرة. ومن جهتها عرضت الدكتورة وسمية المنصور ورقتها «اللغة العربية وتحديات الهوية» مبيّنة أن اللغة وسيلة تعبير لكل المخلوقات وهي أقوى لغات التواصل، وطارحة تساؤلا هل اللغة هي المقوم الوحيد للهوية؟.. موضحة أن اللغة هي عنوان لهوية المرء فهي أداة التعبير ومرآة الفكر، ومشيرة إلى التحديات الثقافية التي تواجهها اللغة العربية في عصر الفضاء المفتوح كالإنترنت. فيما أشادت غريد الشيخ محمد في ورقتها «المعاجم ودورها في الحفاظ على اللغة والهوية» بدور المعاجم التي أسهمت في تطوير اللغة والمحافظة على التراث الفكري والفني والأدبي والحضاري بصورة عامة، ما ساعد على حفظ اللغة من الاندثار والضياع، معرجة على التحديات التي تواجهها اللغة العربية اليوم، وداعية إلى الاهتمام بإعداد معاجم حديثة سهلة التناول للمحافظة عليها.