عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة رام الله اليوم مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع نظيره الأمريكي باراك أوباما الذي يزور الأراضي الفلسطينية حالياً. وقال الرئيس عباس خلال المؤتمر إن الاستيطان غير شرعي من وجهة نظر العالم أجمع والكل مجمع على أن الاستيطان هو العقبة الرئيسية أمام حل الدولتين مشيراً إلى القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن الدولي الثلاثة عشر وصدرت خلال سنوات السبعينات والثمانينات من القرن الماضي وتطالب باجتثاث الاستيطان كونه غير شرعي. وأوضح عباس أن الشعب الفلسطيني يتطلع لأبسط حقوقه في الحرية والاستقلال والسلام وإلى نيل أبسط حقوقه في الحرية والاستقلال والسلام العادل وينتظر اليوم الذي يعيش فوق أرض دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وبين أن الشعب الفلسطيني يؤمن بالسلام معرباً عن قناعته بأن صنع السلام يحتاج إلى الاحترام بحقوق الآخر واحترام الآخر بقدر ما يحتاج إلى الشجاعة وأنه لن يصنع السلام بالعنف ولا بالاحتلال ولا بالجدران ولا بالاستيطان أو باستمرار الاعتقالات وإنكار حقوق اللاجئين. وأكد رئيس دولة فلسطين أنه أجرى خلال لقائه مع الرئيس أوباما محادثات تم التركيز خلالها على ما يمثله استمرار الاستيطان من مخاطر كارثية وضرورة الإفراج عن الأسرى. وأضاف الرئيس عباس أن فلسطين قطعت شوطاً كبيراً من أجل صنع السلام واحترام القرارات الموقعة وكل ما يتطلب منها لانطلاق مفاوضات عملية السلام وتسعى جاهدة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة التي تشكل مصدر قوة إضافية لصنع السلام والاستقرار في المنطقة معرباً عن ثقته بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستكثف جهودها من أجل إزالة العقبات لإقامة السلام والتزامها بتقديم الدعم للشعب الفلسطيني. وأكد الرئيس الأمريكي باراك اوباما من جانبه التزام بلاده بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة مبيناً أن إدارته تسعى لتحقيق حل يقوم على دولتين فلسطينية مستقلة متواصلة جغرافيا قابلة للعيش ودولة يهودية في إسرائيل. وشدد الرئيس أوباما على ضرورة تجاوز العقبات التي تعترض سبيل العودة إلى المفاوضات مؤكداً ضرورة عدم الاستسلام لحالة الإحباط التي أعرب عن تفهمه لها مبيناً أنه خلال لقائه الرئيس الفلسطيني قد تفهم للمعيقات التي تحدث بها الرئيس عباس من استمرار للاستيطان واحتجاز الأسرى وعدم الوصول إلى القدس. وأوضح أوباما أن المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي هي الطريق الأمثل للتوصل إلى اتفاق يضمن قيام الدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل داعياً الأطراف إلى التخلي عن ما وصفها بالعادات التي تعطل التقدم نحو الاتفاق وقال ما من طريق قصير نحو الحل الدائم. وأضاف قائلاً : إن رسالتي اليوم أن لا نستسلم ونتخلى عن السعي للسلام رغم الصعوبات وسنستمر في البحث عن السبل التي من خلالها نصل إلى بناء الثقة مشيراً إلى أن وزير خارجيته جون كيري سيواصل الجهود لسد الهوة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي فهناك كثير من الأمور على المحك. وأشاد بالانجاز الكبير الذي حققته السلطة الفلسطينية على مختلف الصعد كبناء المؤسسات القادرة على النهوض بالدولة الفلسطينية والأجهزة الأمنية التي وصفها بأنها باتت أكثر قوة واحترافا موضحاً أن السلطة باتت أكثر تأثيراً وفعالية وشفافية وفيها جهود للتنمية ومكافحة الفساد. وأقر الرئيس الأمريكي بالصعوبات المالية التي تواجهها السلطة الفلسطينية واعداً بتوفير المزيد من المساعدات للمشاريع المالية والإنمائية والمعونة الأمريكية لتعزيز الصحة والتعليم والاستثمارات لتحسين حياة الفلسطينيين.