أعود لمحور الحديث في مقالي هذا (أيضا بعد طول غياب ) و هو أثر الحياة في الغرب إبان البعثة الدراسية على المواطن و ما لذلك من آثار إيجابية علي عقلية الانسان السعودي، و بالطبع هذا ما هو مأمول من مشروع الملك عبد الله للابتعاث الذي أتاح فرصة كانت في السابق محصورة على مبتعثي الدولة ومعيدي ومعيدات الجامعات , فالآن الفرصة للجميع ليتعرضوا لكل ما هو مفيد من حضارة الغرب فيتغيروا ويغيروا لما هو أفضل بإذن الله تعالى ، و في الواقع لقد تبلور هذا الموضوع برمته في ذهني بعد زيارتي الأخيرة لأمريكا- كما ذكرت في البداية- الأولى منذ أيام الدراسة و الابتعاث وبعد انقطاع طويل سببه في الاساس أحداث سبتمبر 2001م المشئومة والتي أحدثت تغييراً جذرياً في علاقة المسلمين و العرب بأمريكا والأمريكيين ، و كنت من ضمن الكثير من الناس - السعوديين خاصة - الذين تأثروا سلباً من هذه التحولات المفاجئة في التعامل الغربي عامة والامريكي خاصة مع العرب والمسلمين، فالكثير - إما امتنع عن السفر الى أمريكا بسبب تعقيدات الحصول على تأشيرة السفر -سابقا- أو تخوف من السفر اليها وقاطعها , و الكثير-حقيقة- فقد الثقة بأمريكا والأمريكيين انطلاقا من المواقف السياسية للحكومة الأمريكية وخاصة بعد سبتمبر 2001 ، و بالرغم من كل ذلك فانني لا أختلف عن الكثير من السعوديين المحظوظين بالابتعاث الى أمريكا والذين يوافقونني تماما بان تلكم هي اجمل سنوات العمر بكل ما فيها من ذكريات ورحلات وخبرات وتجارب مفيدة من خلال معايشة الحلم الأمريكي بكل تفاصيله،وعلى جميع المستويات أكاديميا واجتماعيا وشخصياً وعائلياً نظرا لما اشتهر به الشعب الامريكي من لطف وذوق وحسن معاملة ، و الان وبعد تسهيل اجراءات الحصول على التأشيرة الأمريكية وبعد مرور سنوات على انقضاء عهد الرئيس السابق بوش الابن سييء الذكر و هدوء التوتر السابق في العلاقات الى حد ما ، أحسست بالامان نسبيا و تجرأت بزيارة أمريكا مجدداً واخترت محطة القدوم واشنطن بدلاً من نيويورك نظراً لارتباط الاخيرة مباشرة بسبتمبر 2001 واعتقد انه فيما عدا تعامل موظفي الجوازات والجمارك الفظ فان موضوع أخلاق الشعب الأمريكي المذهلة يستحق الكثير من الدراسة و التأمل وهذا ما سنتحدث عنه في مقالة جديدة ان شاء الله .