تشهد منطقة الحرازات شرقي مدينة جدة خلال هذه الأيام إقبالا متزايدًا على الشقق السكنية والمباني الشعبية من قبل الراغبين في السكن في ظل الارتفاعات الكبيرة وغير المبررة للايجارات داخل ووسط المدينة والتي وصلت إلى أرقام بات من الصعب على اصحاب الدخول الثابتة مجاراتها وصاحب هذا الاقبال انتعاش في حركة المكاتب العقارية بعد ركود امتد لعدة سنوات ما أدى الى ارتفاع ملحوظ في الايجارات بزيادة تتراوح ما بين 20 الى 30% عن اسعار العام الماضي. وارجع عقاريون في المنطقة زيادة الطلب على الشقق السكنية والاستراحات الى عدة اسباب اهمها الارتفاع المبالغ فيه للايجارات داخل المدينة وتواضعها في الحرازات الى جانب توفر العديد من الخدمات المهمة وقيام العديد من العمائر السكنية ومشروعات البنى التحتية وخاصة فيما يتعلق بمشروعات تصريف السيول والسفلتة التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية وقربها من وسط المدينة. وبحسب العقاري مهدي بن صالح المالكي صاحب مكتب عقار في الحي فإن المنطقة المركزية للحرازات وما يحيطها من احياء منتشرة جنوبا وشرقا وغربا وشمالا شهدت خلال الاشهر الماضية مشروعات سكنية عملاقة لا تقل في امكانياتها ومواصفاتها عن الشقق والفلل المقامة وسط جدة في حين ان الايجارات تعتبر في متناول الجميع مقارنة باسعار الايجارات داخل ووسط المدينة حيث تبدأ من 18 الفا للشقة الواحدة المكونة من 3 غرف و20 الفا للشقة المكونة من 4 غرف و25 الفا للشقة 5 غرف. وبين المالكي ان هناك من يفضل المباني الشعبية المصممة على شكل استراحات وهي متوفرة بكثرة وبمساحات مختلفة تبدأ من 3 و 4 غرف وحوش على اعتبار ان اسعارها مناسبة وتفضلها الاسر الكبيرة ممن لديهم اطفال واسعارها لا تتجاوز ال 20 الف ريال. واضاف يتوفر في الحرازات عدة مدارس ابتدائي ومتوسط وثانوي للبنين والبنات وهناك مستوصف واحد ومطاعم متعددة ومقاهٍ للنت وقصور افراح وملاعب رياضية لمختلف الالعاب لا تتوفر وسط جدة مما يجعلها منطقة جذب سكني جيدة. وفي الجانب الآخر يؤكد عبدالله القرني صاحب مكتب عقار أن ارتفاع الطلب على الشقق والمباني السكنية يعتبر نتيجة طبيعية في مقابل الارتفاعات غير المبررة لأسعار الايجارات داخل المدينة حيث وصلت الى ارقام خيالية وبالتالي فان الجهات المعنية بسوق العقار تعتبر مسؤولة مسؤولية كاملة عن تلك الارتفاعات ولا بد من ضبطها قبل ان تواصل الارتفاع خاصة أن ذلك سيمتد الى الحرازات وغيرها من الاحياء الاخرى.. وقال: إن انتعاش الحركة في منطقة الحرازات سيساهم في ارتفاع الايجارات وهذا امر متوقع لذلك لا بد من زيادة الرقابة على السوق العقاري فهناك اناس لا يمكن لهم مجاراة تلك الارتفاعات وهنا تكمن المشكلة. واضاف هناك عدة اسباب خلف زيادة الاقبال على الشقق والمباني السكنية في الحرازات اهمها توفر الخدمات ووجود العديد من المدارس وكذلك قرب المنطقة من احياء وسط جدة هذا الى جانب ان الحي جديد وجميع مبانيه كذلك. وطالب القرني الجهات المعنية في امانة جدة بتطوير البنية التحتية والقضاء على المخالفات الحالية ومن بينها مسألة السكن العشوائي للعمالة الأجنبية السائبة والتي قامت بتحويل بعض المنازل إلى أحواش لتخزين الخردة والسكراب وغيرها من العلب والكراتين. ويرى المواطن سليمان الزهراني أن الحي حاليًا بحاجة الى حلول عاجلة تتمثل في تحسين الخدمات المقدمة لسكان هذه المنطقة وصيانة للبنية التحتية والتي تبدو متهالكة في بعض الشوارع الرئيسة الى جانب اهمية انارة الشوارع خاصة أن المنطقة معروفة بكثرة العمالة الاجنبية الوافدة هذا الى جانب الرقابة الصارمة من قبل الجهات الامنية المسؤولة للتصدي لأي مخالفات موجودة وقيام الإدارات المختلفة في أمانة جدة بمسؤوليتها للحفاظ على الجانب البيئي من خلال رش الشوارع بالمبيدات بشكل دوري ورصفها وتشجيرها. ويقول المواطن عبدالرحمن المعبدي الحربي من سكان الحرازات إن ظروفه المادية وارتفاع أسعار الإيجارات أجبرته على السكن في الحي شرقي جدة إلا أننا ورغم تمتعنا بإدخال التيار الكهربائي، ما زلنا نعاني من وجود العمالة المخالفة في الحي الأمر الذي يثير الكثير من المخاوف داخل الانفس. ويتفق المواطن حميد السبيعي مع القرني فيما ذهب إليه وقال إن الأمر الذي يشجع على السكن في الحرازات هو أن الإيجارات مناسبة وإن كانت بدأت في الارتفاع الا انها تظل معقولة مقارنة بالأسعار وسط جدة داعيًا الأمانة إلى متابعة أداء شركات النظافة في ظل إهمال عمالها لدورهم الرئيسي والانصراف إلى جمع العلب المعدنية ومخلفات الورق والكراتين والبلاستيك وبقايا الحديد مضيفًا أن هؤلاء العمال اتخذوا من الأحواش مستودعات لما يجمعونه طوال اليوم.