ما الموضوع الأكثر نقاشا في عالم الفتيات والنساء؟ ربما يكون موضوع الرشاقة هو الأكثر حضورا في مجالسهن والأوفر نصيبا في نقاشاتهن. ولا عجب أن ينال هذا الموضوع مثل هذا الاهتمام والعناية، فحب التجمل والظهور بمظهر جميل طبيعة بشرية. الأمر غير الطبيعي هو انقلاب هذا الموضوع إلى هوس، وأحيانا إلى هوس مرضي. وحينما نقول مرضي، فإننا نقصد أنه بالفعل يكون سببا للإصابة بأمراض تضر بالصحة. ولعل من ذلك سلوك يشيع أحيانا لدى بعض الفتيات، ولاسيما اللواتي لديهن بعض الكيلوجرامات الزائدة على أوزانهن. وهذا السلوك هو التقيؤ المتعمد. والذي من أضراره فقد الأملاح اللازمة للعمليات الحيوية داخل الجسم، وفقدان الحامض المعوي وارتخاء عضلة المعدة، وغيرها من الاثار السلبية. ولو نجحت هذه الطريقة في تقليل الوزن بالفعل، إلا أنها بالتأكيد لن تمنع التجاعيد والترهلات من الظهور. بل ربما أدى نقص المواد الغذائية إلى ازديادها. وبالتالي تفقد الرشاقة رونقها‘ لأن بشرة صاحبتها ستبدو وكأنها أصيبت بشيخوخة مبكرة. ربما لا تعلم كثير من الفتيات أن عارضات الأزياء والفنانات العالميات اللواتي تقدمهن وسائل الإعلام، على أنهن النموذج المثالي للجمال والرشاقة، يعشن حياة حرمان من ملذات الحياة وأطايبها. فالشركات التي تستفيد من جمالهن تجبرهن على الالتزام بنظام حمية قاس جدا، يتعارض مع الطبيعة الجسمانية التي خلقها الله تعالى للبشر. الأمر الآخر، هو أن الرشاقة تختلف من جسم لآخر، كما تتفاوت قابلية الأجسام لزيادة الوزن أو النحافة. فالمفترض أن تحافظي على صحة جسمك بتوازن، دون نحافة تقودك إلى الهزال، ولا زيادة وزن تجعلك بدينة. ليس من المنطقي أن تجعلي نفسك ضحية وسائل إعلام ظالمة لجسد المرأة، تستغله لترويج بضاعتها، باسم الجمال والرشاقة. الصواب هو أن تتوسطي في المحافظة على وزن مناسب لطولك وطبيعة جسمك. لكن الأهم هو أن تحبي جسمك مهما كان، وألا تكرهيه أبدا. فقط اعتني به باعتدال، وسترتاحين نفسيا وصحيا. جميل عنايتك برشاقتك وظهورك بمظهر أنيق، لكن لا يصدنك هذا عن العناية بروحك، التي ينبع منها جمالك الحقيقي! عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود @mshraim [email protected]