في مجلس ضم نخبة من رجال الفكر والثقافة تناول الحديث موضوعا حيويا هاما يتمثل في برامج التنشيط السياحي في المدينة وكيف أنها لا ترتقي إلى المستوى المأمول ولم تتم الإفادة منها بالشكل الذي يحقق جزءا يسيرا من متطلبات القادمين لهذه البلاد المباركة، وقد ضم المجلس سعادة مدير عام الجمعية للخيرية للخدمات الاجتماعية المهندس يحيى بن سيف صالح ومؤلفي كتاب ( أحد..الآثار– المعركة والتحقيقات ) الشيخين الفاضلين يوسف بن مطر المحمدي وسعود بن عبدالمحيي الصاعدي ومجموعة من المتخصصين في التاريخ، وانصب الحديث في مجمله على جبل أحد وكل ما يتعلق به تاريخا وتوثيقا وتحقيقا. وفي المدينة النبوية أبدى المتحدثون استياءهم البالغ من عدم إعطاء مثل هذا الموقع التاريخي الهام ما يستحقه من العناية والاهتمام ومن ذلك أن أحدهم اصطحب أحد الضيوف القادمين للمدينة إلى هذا الموقع ليفاجأ برجل يمثل فيما يبدو مرشدا سياحيا واندهش من أن جل معلوماته مغلوطة، وانه يمارس هذا العمل منذ ما يقرب من ربع قرن من الزمان ، ومع هذا الموقف العجيب كان لكاتب هذه السطور بعض الوقفات ومنها: أولا: لماذا لا يعطى أمثال هؤلاء المرشدين (ولغيرهم) دورات تثقيفية يزودون من خلالها بالمعلومات الصحيحة بل والدقيقة لكي يتلقى الزائر معلومات يثق بها وابدوا اندهاشهم من السماح لكل من هب ودب بمزاولة مثل هذا الدور المهم والذي به يبقى التاريخ الإسلامي المجيد في صورته اللائقة وبدونه يشوه بل وقد تطمس بعض معالمه المهمة. ولا شك أن في ذلك إتاحة فرصة للعمل أمام الشباب وبالتالي إسهاما في تقليص نسبة البطالة . ثانيا: ساءني ما قرأته عبر صفحة أصداء في جريدتنا الغراء المدينة ( العدد 14577 بتاريخ 19 /1 / 1424ه ) من الرد العجيب الذي بعثت به الهيئة العليا للسياحة والمتضمن " أن الحرمين ليسا مصنفين ضمن النشاط السياحي الذي تعمل الهيئة على تنميته"، ولعل الهيئة تراجع حساباتها وتنظر إلى هذه الأماكن نظرة مختلفة إذ هي الآن – كما هو واضح – متروكة لاجتهاد أفراد واجزم أن خطأهم أكثر من صوابهم وهذا هو ديدن العمل الفردي غير المنظم، ووجود مرشدين أمر ضروري للزائرين وإذا ما وجدوا إلا هؤلاء فلا مناص من صحبتهم . ثالثا: اقتراح – في تصوري – ينبغي دراسته على أعلى المستويات وهو الاتفاق مع إحدى الشركات المتخصصة في العمل المسرحي لتصوير مجمل أحداث معركة أحد وعرضها على الزوار بعد إقراراها من الجهات ذات الاختصاص ، وذك بالإفادة من تكنولوجيا العصر بإنتاج عرض تلفزيوني بجوار جبل الرماة المعروف تاريخيا بجبل عينين وفي ذلك حفاظ على المعلومات التاريخية الموثقة، كما أن فيه رد ضمني لكل ما لحق بهذه المعركة من أمور لم تثبت تاريخيا وتفنيد لها. رابعا: مقترح آخر يتمثل في الاتفاق مبدئيا مع جمعية من الجمعيات الأهلية لعمل دورات مكثفة للمرشدين وبالتالي التعميم على جميع أماكن النزلاء من الحجاج والمعتمرين بضرورة اصطحاب احد هؤلاء للفضلاء القادمين لهذه البلدة المباركة وإطلاعهم على كل الجوانب المتعلقة بهذا المعلم.وأرجو أن يوفق سمو أمير منطقة المدينة - وهو الذي عرف عنه حرصه الشديد على مثل هذه الأمور - إلى إلزام الشركات والمؤسسات العاملة في هذا المجال بهذه الأمر الهام بحيث يصطحبون مرشدا موثوقا لحملاتهم. خامسا: تساؤل أبداه المجتمعون عن الدور الذي تقوم به وكالة وزارة المعارف لشؤون الآثار والمتاحف وهي الجهة الموكل إليها الاهتمام بكل ما هو متعلق بالجوانب التاريخية، وابدوا عدم رضاهم عن ذلك الدور ووصفوا بأنه لا يرقى إلى الطموحات التي يتمناها الزوار فهي لم توفق حتى في مجرد كتابة اللافتات الإرشادية وإعطاء القادمين لمثل هذه الأماكن نبذة مختصرة عن المعالم التاريخية في بلادنا . وفي المدينة النبوية تمنى المجتمعون أن تؤخذ مثل هذا الآراء بعين الاعتبار وان توضع في الحسبان لأنها من الأهمية بمكان ، وينظرون إليها بمنظار القادم لهذه البلدة المباركة، والحفاظ على تاريخها المجيد الذي هو جزء لا يتجزأ من تاريخ بلاد الحرمين حماها الله وبلاد المسلمين من كيد الكائدين وحقد الحاقدين ورد كيدهم في نحورهم وعجل بهم لولوج قبورهم . الحماية يا صحة البيئة؟ يندهش كل من يشاهد سيارات النظافة وهي تحمل مئات الكراتين الكبيرة المتسخة والتي يعلمون يقينا أنها ستباع لتعبأ بالفواكه والخضروات ، ومن ثم بيعها ليشتريها الناس ، و يتساءلون عن الدور المنوط بصحة البيئة وهل بات هامشيا إلى هذا الحد الذي لا يمكنهم من إيقاف مثل هذا المناظر المقززة والخطيرة في ذات الوقت ؟ Email: [email protected]