تنتظر محافظة الغاط خلال إجازة منتصف العام أعدادًا كبيرة من الزوار وذلك بعد الانتهاء من تهيئة وتأهيل عدد من المواقع التاريخية والبيئية في المحافظة. وتعد البلدة التراثية في الغاط من أهم الوجهات السياحية في المحافظة وفي منطقة الرياض، وتضم البلدة عددًا من المباني التراثية إضافة إلى متحف الغاط الذي افتتح مطلع هذا العام ويحوي عددًا من القاعات والقطع التي تحكي تاريخ المنطقة، ويوجد في البلدة السوق الشعبي الذي تم تأهيل وترميم مبانيه وبدأ العمل فيه من أهالي الغاط، كما قام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالرياض بالاشتراك مع الإدارة العامة لتطوير المواقع السياحية بالهيئة بتنفيذ مشروعات لتهيئة مواقع أثرية وبيئية وتأهيلها لاستقبال الزوار في المحافظة من أبرزها موقع عين قلتة وموقع الرصفة إضافة إلى تهيئة متنزه الغاط، وقد تمت تهيئة هذه المواقع من خلال رصف ممرات المشاة من الحجر الطبيعي وتنفيذ عدد من الجلسات وتركيب لوحات تعريفية. كما تتميز الغاط بعدد من المواقع البيئية الجميلة ومنها العيون المرتبطة بالضلع الشرقي للمحافظة، ويوجد في جبال الغاط عدد من الكهوف من أكبرها وأكثرها إثارة غار دويغر وغار حفينة. من جانب آخر، ومع دخول إجازة منتصف العام، أضاف أهالي مدينة أشيقر (210 كم غرب الرياض) مواقع جديدة لقريتهم التراثية التي أصبحت أهم المقاصد السياحية في المنطقة، وذلك مع اكتمال إنشاء «بيت الضيافة» و»الاستراحة الريفية»، حيث استعد أهالي أشيقر لاستقبال إجازة منتصف العام بتهيئة قريتهم لاستقبال السياح من المواطنين والمقيمين، وقد تحولت تلك القرية التاريخية «أشيقر» قبل مدة لا تتجاوز5 سنوات إلى مكان سياحي ومعلم بارز ومقصد للزوار الذين يجدون في شوارعها الضيقة مساحة من الزمن لرؤية الماضي والوقوف على كثير من تفاصيل الحياة القديمة حيث تستقبلك دار التراث التي تضم الكثير من معالم الحياة القديمة من جلسة شعبية إلى متحف يزخر بالقطع الأثرية المتنوعة التي قدمها حمد الضويان الباحث في مجال التراث الشعبي والآثار، وأما القسم الآخر فقدمه الأهالي ليكتمل هذا المتحف التراثي وتكتمل أجزاء الصورة التاريخية الذي يمتد لأكثر من 50 عامًا. أمام هذه الدار ترى مجموعة من المحال التجارية أو كما تسمى قديمًا «السوق» وفيه يمارس القدماء عمليات البيع والشراء، واستطاع الأهالي أن يعيدوا للمكان جزءا من تاريخه حيث خُصّص محل لبيع القطع الأثرية وآخر لبيع التمور وبقالة صغيرة تبيع المرطبات مصممة بالطريقة القديمة، وتشم رائحة التاريخ قادمة من بين ممرات البلدة ومن بين المنازل التي اكتست باللون البني الذي ارتبط بنوعية البناء وأسلوبه، فيأخذك مرشدون سياحيون تستمتع بالحديث معهم عن أبرز معالم القرية في تاريخها القديم فما يملكونه من معلومات تاريخية خاصة بأشيقر لا توجد في بطون أمهات الكتب، فالمؤرخ الشيخ صالح الرزيزاء العنقري ليس مرشدًا سياحيًا فحسب بل علّامة في تاريخ هذه البلدة يقف بك في كل زاوية من زواياها ويذكر لك تطورها وبعض المواقف التي مرت بها ويصف أحوال أشيقر منذ قرون طويلة وينطلق بك إلى أهم الأماكن بها ومنها: بيت الشيخ إبراهيم بن عيسى المؤرخ المشهور، ومسجد الشيخ سليمان بن علي المشرف جد الشيخ محمد بن عبدالوهاب والذي يقع في سوق المنيخ بالشمال، كما التقينا في جانب من القرية بعدد من الزوار الذين أشادوا بهذا المنجز وهذا العمل الذي أصبح جزءا هاما ليتعرف الأبناء على حياة الأجداد من خلال مدينة حقيقية، وطالب عدد منهم بأن تجد التعريف الإعلامي بهذه المدينة وغيرها من المدن.