للمنافسة متعة وجاذبية وجمال وكل ميادين المنافسة أيًا كانت تظل أجمل متى ما كانت في حدود المنافسة الشريفة والتي لا تخرج عن النص ولا تخرج عن الروح الرياضية!! وميادين المنافسة رحبة ومتعددة المشارب. وفي مجال الفنون التشكيلية تظل المنافسة قائمة بل إنها مطلوبة من خلال الصراع على المراكز الأول في المعارض والمسابقات وهذا أيضًا مسار محبب بل إنه في حالات كثيرة محفز للفنان صاحب المنجز ودافع آخر لبذل المزيد من العطاء والإبداع.. ما يؤلم حقًا أن تخرج هذه المنافسة عن الأطر الجميلة وتتحرك في مسارات (الأنا) والشخصنه والتقليل منجزات الآخرين بل ربما الوصول إلى منجز الآخر وإلحاق الأذى به بشكل أو آخر أيضًا.. تعتريني الدهشة عندما أرى أو أسمع عن معطيات تتحرك في هذا الاتجاه أو قريبًا منه خاصة وأننا نبحر في عالم سمته الجمال والذوق الرفيع بل إنني في أحيان كثيرة لا أستسيغ أن هذا يحدث في عالم الفن!! يحدث أن تحصل بعض المناوشات والأخذ والرد بين فنان وآخر لكن أن تصل إلى إلحاق الأذى بالمنجز وتشويهه فهذا هو الأمر الذي يصعب تقبله.. صحيح أن المنافسات أجواء مشحونة بالمد والجزر والإثارة ولنا في منافسات كرة القدم مثال حي لمثل هذا التوجه لكنني عندما أتحدث عن منافسات الفنون الجميلة ومعارضها ومسابقاتها فإنه يتبادر إلى الذهن العمق الجمالي لهذا العالم والذي بدروه ينعكس حتمًا على ناسه وعشاقه وممارسيه وبالتالي فإن الوصول إلى هذا النوع من المنافسة (الخارج عن النص) في هذا المجال قد يبدو أمرًا غريب الحدوث.. وما حدث مؤخرًا في أحد المراسم المشتركة من اعتداء وتشويه على بعض الأعمال هو نوعًا من العبث الأهوج أيًا كان الفاعل!! أتمني أن تكون تلك حالة شاذة جاءت من شخص بعيد كل البعد عن الجمال وعالمه الراقي وبالتالي فإن حدوث مثل هذا التوجه السلبي لا يعطي مؤشرًا حقيقيًا للمستوى المشرف للذائقة الجمالية والتي أجدها تتنامى في كل تفاصيل حياتنا وأصبحت حاضرة في المجتمع بكل فئاته وطبقاته ومن هنا فإن حدوث هذا المسار المايل هو مثار العجب!!.