إن الله تبارك وتعالى قد أمرنا في كتابه المبين، وعلى لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بالتداوي و الاستشفاء، و طلب الدواء لكل داء، قال تعالى (وإذا مرضت فهو يشفين) وقال صلى الله عليه و سلم (إن الله أنزل الداء و الدواء، وجعل لكل داء دواءً، فتداووا ولا تتداووا بحرام)، وقد ذكر العلماء أن التداوي النافع بإذن الله، يكون بالآيات القرآنية والأدعية النبوية وهو ما يسمى بالرقية الشرعية، إضافة إلى التداوي بالأدوية المباحة عمومًا مما هو خارج عن نطاق التداوي المحرم كالتداوي بالأشياء الضارة والأمور الشركية التي تفسد العقيدة، والذهاب للسحرة والمشعوذين ونحوهم ممن تدثروا بدثار الصلاح والتقى تمويهًا وتدليسًا على عباد الله، وإنه في ظل معاناة الكثيرين في هذا الزمان من الأمراض المزمنة، وكثرة الشكاوى من أعراض المس والسحر والعين، فقد وقع كثير من المرضى و بخاصة النساء ضحية لهؤلاء المشعوذين الذين يدعون العلاج بالرقية، ويوهمون كل من تردد عليهم أن به مسًا أو سحرًا، أو يتصلون عليه عبر الجوال ومن أرقام مجهولة خارج المملكة، فيزيدون مرضه مرضًا، ليتردد عليهم مرات و مرات، ويأخذوا منه الكثير من الريالات، و ذلك في ظل عدم وجود نظام واضح حتى الآن، لمزاولي العلاج بالرقية الشرعية و الطب الشعبي، و أعتقد أنه قد آن الأوان لإصدار مثل هذا النظام للقضاء على السلبيات و الأخطاء الموجودة لدى بعض الرقاة و الدخلاء على الرقية الشرعية، خاصة و أنه قد كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول كثرة المخالفات الشرعية والنظامية في هذا الميدان، و عدم وجود توعية كافية للناس في هذا المجال، والأمر في غاية الأهمية، ويحتاج إلى متابعة قوية، ومبادرة عاجلة من الجهات المختصة. [email protected] @alkhulifi55