حوى: لا بد للمنشدين من العمل بشكل مؤسساتي ليجد من يختار له الكلمة الأبنوي: المنشد يبحث عن الأرخص في الكلمة والأغلى في التوزيع العروسي: الحل يكمن في محاربة (الدخلاء) ودعم المواهب الحقيقية يظل النشيد الإسلامي رافدًا مهمًا من روافد الفن الهادف الذي يرتكز على اللحن العذب، والأداء المتميز والكلمة المعبرة، وفي ظل انشغال بعض المنشدين بجميع أركان النشيد من أداء وألحان وكلمات –وأحيانًا- تسويق وبيع إنتاجه فإنه لا بد أن تتأثر هذه الأركان وتصاب بالضعف والهزال خاصة الكلمات المعبرة والمعاني العميقة والموضوعات المتجددة. (الرسالة) ناقشت هذه القضية مع عدد من خبراء الحرف، و تساءلت: لماذا أصبحت بعض كلمات الأناشيد الإسلامية ضعيفة المعنى ركيكة الأسلوب؟ ما الأسباب الرئيسة لذلك؟ وما الحلول العملية لهذه الظاهرة؟ بداية أكد المنشد يحيى حوى أن الكلمات والشعراء موجودون منذ القدم، وفيهم الجيد والركيك، لكن المشكلة تكمن في ضعف الثقافة لدى المنشدين الأمر الذي أدى إلى اختيارهم قصائد لا ترتقي إلى الذوق الراقي والعام لدى الجميع، وأضاف حوى أن الشعر المميز يحتاج إلى شاعر ذواق، وهذا يترتب عليه حقوق مادية أكثر، وكثير من المنشدين يطمع في الربح السريع؛ فتجده يقبل بأي شيء مما وقعت يده عليه في سوق الحرف. وأوضح حوى أن القاسم المشترك في هذه الظاهرة هو المجاملات؛ فتجد بعض المنشدين لديه صديق أو أخ أو غيره يأخذ القصيدة منه مجاملة في حين أن القصيدة في أصلها ركيكة. ولحل هذه الإشكالية دعا حوى المنشدين للعمل بشكل مؤسساتي؛ بحيث يكون لديه من يختار له الكلمة المناسبة ذات القيمة العالية واللحن الجيد. لا تقدير للشاعر وعبر الشاعر بدر الأبنوي عن استيائه من واقع الحال، وقال إن (الشللية الإنشادية) كانت المشكلة الرئيسة في هذا الأمر؛ إذ إن بعض المنشدين يقبلون أي قصيدة لأنها فقط من شاعر مقرب منه حتى لو كانت ركيكة في أسلوبها، ولا تحمل معاني سامية، وكشف الأبنوي عن أنه سأل أحد المنشدين المشهورين بعد صدور أحد ألبوماته عن القصائد التي أنشدها فسمى له المنشد بعض أصدقائه كاشفًا له بأن هذه القصائد ليس فيها بيت واحد موزون من وجهة نظره. وعن الأسباب أوضح الأبنوي أن بعض المنشدين لا يمتلكون التذوق الشعري العالي؛ لذلك يقبلون بأي قصيدة تصلهم، وهذا أمر يقتل المبدعين من الشعراء، وأضاف أن من أسباب هذه الظاهرة عدم تقدير الشعراء من جانب المنشدين؛ حيث تجد المنشد يهتم بالتوزيع والمؤثرات ويدفع فيها أضعاف مايدفعه للشاعر من مبالغ مالية، في حين أنه يستكثر ما يدفعه للشاعر، ويبحث عن الأرخص في الكلمة والأغلى في التوزيع. وعن الحلول قال الأبنوي إنه يجب على الشاعر أن يطور من ذائقته الشعرية بالقراءة للقصائد العميقة والمتميزة حتى يتسنى لهم اختيار قصائد ذات كلمات خالدة، وليس رصفا لكلام مقفى فقط. دخلاء على الفن فيما أوضح قائد فرقة ربى الإنشادية المنشد أكرم العروسي أن ضعف الكلمات الإنشادية يعود إلى ضعف الحس الفني لدى المستمعين، والذين يبحثون عن اللحن أكثر من الكلمة، وأكد أن ما يصدر الآن في الأسواق نتاج لهذه الذائقة، كما أكد على أن من يريد أن يتطرق لموضوعات مختلفة وجادة لن يلقى رواجًا كثيرًا بين الجمهور. وأضاف العروسي أن من أسباب هذه الظاهرة دخول مجموعة كبيرة من المنشدين غير المؤهلين إلى الوسط الفني الإنشادي، وبالتالي فهم لا يملكون الأدوات الأساسية للمنشد من ناحية القواعد المهمة في اللغة، ودلل العروسي بكثرة اللحن والخطأ في بعض القصائد دون إدراك لهذه الأخطاء فضلًا عن أن يكون هناك اختيار لقصائد متميزة. وأوضح العروسي أن الحل يكمن في محاربة من وصفهم ب(الدخلاء) على هذا الفن، ودعم المواهب الحقيقية وتبنيها للارتقاء بالنشيد الهادف.