انطلق شباب وشابات جدة في حملة تطوعية لمساعدة إخوانهم وأخواتهم في منطقة تبوك على إثر ماعانوه من فاجعة السيول المدمرة. وقد جعلوا لحملتهم عنوان «تبوك مثل جدة» للدلالة على المسؤولية الشبابية حيال الأزمات دون الالتفات للمناطقية وقال رئيس برنامج متطوعين بلا حدود داخل وخارج المملكة لهيئة الاغاثة الإسلامية والعالمية جمال منذري: لقد وجدنا هناك رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي المخصصة بهيئة الاغاثة عن جمعٍ غفير من قبل شباب وفتيات جدة عن تمنيهم لحاضن يحتضن تطوعهم لأجل مساعدة إخوانهم في منطقة تبوك على إثر ما عانوه وقد تمت الموافقة فورا بإمدادهم بالمكان والمركبات لخدمتهم وقد أسموا حملتهم ب»تبوك مثل جدة». وأضاف قائلا إننا ننوي بعد الانتهاء من جمع التبرعات وتغليفها بالذهاب مع من يريد من المتطوعين بمركبات خاصة ومركبات مخصصة من قبل هيئة الإغاثة إلى منطقة تبوك لمساعدتهم. وذكر عبدالله باجابر الباحث في برنامج متطوعون بلاحدود: أننا مازلنا نستقبل التبرعات العينية فقط ومن يريد التبرع يقوم بالإتصال على مركز هيئة الإغاثة ليتمكن الفريق بالذهاب الى موقعه وأخذ التبرعات منه او أن يأتي بها إلى مقر مركز هيئة الإغاثة في «شارع حائل بجدة» مشيرا إلى أن أهم ما يحتاجون إليه من التبرعات هي «المدافئ» لأنهم بحاجة ماسة إليها في بردهم القارس. وأضاف أننا في نهاية البرنامج التطوعي سوف تقوم هيئة الإغاثة بتسليم شهادات شكر لكل من شاركوا بهذا التطوع لأهالي منطقة تبوك وإقامة حفل ختامي وتسليم الهدايا والدروع. التقت «المدينة» بعدد من الشباب والفتيات المتطوعين الذين عبروا عن مشاركتهم قائلين: عبدالرحمن المالكي قال أهالي تبوك ساعدونا في كارثة سيول جدة ووقفوا بأزمتنا بشبابهم وفتياتهم وأننا نقوم الآن برد الجميل لهم، ومع أنني طالب بالجامعة إلا أنني لم اتهاون في أمر مساعدتهم. وشاركه يحيى حيا الحرازي قائلا أعمل بقطاع خاص وقد أخبرت مديري بالعمل بأنني أريد ان اتطوع لخدمة اهالي منطقة تبوك وقد وافق لي ولم يرد لي طلبا، وأننا نعمل الآن على شكلِ مناوبات وكل مناوبة تعمل لمدة 5 ساعات من الساعة 9 صباحا حتى 12 ليلا. وقاسمهم الرأى ابراهيم باصليب: إنني طالب بالصف الثالث الثانوي ولقد وردت إلي الفكرة بالمشاركة واخبرت والداي وفرحا كثيرا بالامر مما جعلني أشعر بالفرح الكبير لكسب الأجر اولا ومن ثم مساعدة اهالي منطقة تبوك. أصغر متطوع بحملة تبوك مثل جدة عبدالله منذري قال أنني بالصف الاول الثانوي وأصغر متطوع في حملة تبوك مثل جدة وأنني أريد ان اكسب رضاء ربي وأن أساعد منطقة تبوك بأي شكل من الأشكال ، وأن تطوعي في حملة تبوك هو التطوع الخامس لي.وذكرت حنان أحمد أنني أرى أن الأفعال أبلغ من الكلام في مثل هذه الأزمات، صحيح أنه من حق الجميع أن يناقشوا المشكلة و ينتقدوا أسبابها، ولكن الإكتفاء بهذا يعني أننا نتحول إلى كائنات شفهية غير فاعلة! والوضع الآن لا يحتمل الإكتفاء بالحوارات الساخرة أو الساخطة، فهناك أزمة حقيقية ومنكوبين يرتجفون في البرد وكلماتنا الثائرة و المتعاطفة لن تدفئهم، ويجب أن نتحرك قلبا وفعلا.. وأضافت أنا فخورة بشباب وبنات جدة ممن تطوّعوا سابقًا لنجدة منكوبي سيول جدة، وينظمون الآن المساعدة لمنكوبي تبوك... هؤلاء من نعوّل عليهم للتغيير في المستقبل، وهم نموذج لشباب فاعل لا يكتفي بالكلام بل يبادر للتغيير ويترك لغيره التنظير والانشغال بالخلافات!