مثل ثورة مفاجئة أحرجت النخب الاجتماعية والجهات الخدمية الحكومية، وأثارت قلق المحافظين و«مقاومي التغيير»، تتكاثر مجموعات المتطوعين في محافظة جدة من الجنسين عند كل فرصة تخلقها كارثة جديدة. شبان يطلقون أفكاراً وحملات لمساعدة المتضررين والمنكوبين، فتتبناها أعداد كبيرة وتنطلق لتفعيلها على أرض الواقع، لتكرس جهود التطوع وأعمال الإغاثة والإنقاذ السابقة، التي كان أبطالها شبان وفتيات جدة الذين بدأوا بالظهور منذ كارثة الأربعاء الأسود في تشرين الثاني (نوفبر) 2009. وبالقدر الذي تلقّى فيه المتطوعون الشبان من إشادات وإعجاب نظير أعمالهم البطولية، بقدر ما حصدوا من لوم وتقريع المتدينين لهم نتيجة اختلاطهم مع الجنس الناعم من المتطوعات في المواقع والتجمعات المخصصة لتلقي التبرعات. وبين تحذير المتدينين من الاختلاط، وتنبيه المسؤولين من تحول الأعمال التطوعية إلى فزعات غير منظمة تقلل من الإيجابيات على حساب السلبيات، وبروز شركات تستغل المتطوعين لتسويق أعمالها، تظل هذه الثورة التطوعية ظاهرة جديرة بالنقاش والدارسة والتطوير.