تشهد القاهرة مشاورات سياسية مكثفة للخروج من الازمة السياسية المصحوبة بمواجهات دامية تعصف بالبلاد منذ عدة ايام فيما دعا اثنان من قيادات جبهة الانقاذ الوطني الى تسوية سياسية تكفل وقف العنف الذي أوقع أمس قتيلين جديدين في العاصمة المصرية. وعقد قادة جبهة الانقاذ الوطني (ائتلاف المعارضة الرئيسي) اجتماعا مع قيادات حزب النور أكبر الاحزاب السلفية لبحث مبادرة طرحها الاخير مساء أمس الأول لتسوية الازمة ولاقت ترحيبا من عدد من مسؤولي جبهة الانقاذ. وقال رئيس حزب الوفد (عضو جبهة الانقاذ) السيد بدوي في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس حزب النور يونس مخيون بعد الاجتماع إن «هناك أرضية مشتركة» حول النقاط التي تمت مناقشتها وهي «تشكيل حكومة وحدة وطنية» و»تشكيل لجنة» لتعديل الدستور» و»تعيين نائب عام جديد» وتشكيل «لجنة تحقيق قضائية» في الاحداث الاخيرة. وأضاف «اتفق الجميع على أن فصيلا واحًدا لا يستطيع أن يقود البلاد منفرداً وأن ما تمر به البلاد يحتاج إلى تضافر كافة القوى على الساحة السياسية». وأوضح أنه تم كذلك «الاتفاق على مدونة للسلوك السياسي بين الأطراف جميعا لايقاف الحروب الكلامية التي تسيء للجميع». من جهته، أكد رئيس حزب النور أن الاجتماع كان «ايجابيا وبداية طيبة» وان حزبه «سيعرض على الاحزاب الاخرى ما تم التوصل اليه». وقبيل بدء الاجتماع دعا قياديا جبهة الانقاذ محمد البرادعي وعمرو موسى الى حوار وطني. وكتب البرادعي في تغريدة على موقع تويتر «نحتاج فورًا لاجتماع بين الرئيس ووزيري الدفاع والداخلية والحزب الحاكم والتيار السلفي وجبهة الانقاذ لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وبدء حوار جاد». واضاف البرادعي ان «وقف العنف هو الاولوية» مشترطا «بدء حوار جاد يتطلب الالتزام بالضمانات التي طرحتها جبهة الانقاذ وفي مقدمتها حكومة انقاذ وطني ولجنة لتعديل الدستور». واكد عمرو موسى في بيان ان «الموقف الخطير الحالي يتطلب قبول الدعوة التي وجهها مجلس الدفاع الوطني بالأهداف التي حددها وفي إطار النقاط الأساسية التي اقترحتها جبهة الإنقاذ الوطني بشأن التعامل مع الموقف الحالي في البلاد». وتأتي هذه التطورات السياسية غداة تحذير قوي اللهجة من الجيش الى «كل القوى السياسية» من ان تناحرها يهدد امن البلاد. وحذر وزير الدفاع القائد العام للجيش الفريق اول عبد الفتاح السيسي الثلاثاء من «انهيار الدولة» اذا ما استمر الوضع الحالي في البلاد، وطالب «كل القوى السياسية» بتنحية نزاعها وخلافاتها جانبا من اجل ايجاد حل «للتحديات والإشكاليات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية التي تواجه مصر حاليا». إلى ذلك، تتواصل الصدامات بين الشرطة والمتظاهرين خصوصا ليلا في القاهرة وعدة محافظات مصرية منذ الجمعة الماضي. وأكدت وزارة الصحة بعد ظهر أمس مقتل شخصين في القاهرة. وبذلك ترتفع حصيلة القتلى في القاهرة منذ بدء الصدامات الجمعة الماضي الى 4 اشخاص وتصل حصيلة الضحايا في مصر الى 54 قتيلا سقط معظمهم في مدينة بورسعيد. كما القت الشرطة القبض على 4 على الاقل ممن يشتبه في انتمائهم الى جماعة «بلاك بلوك» امام مكتب النائب العام طلعت عبد الله بعد دعوات نشرت باسمها على شبكات التواصل الاجتماعي تدعو للتظاهر امام مكتب عبد الله احتجاجا على قرار اصدره الثلاثاء بملاحقتهم.