بدموع ألم يسكنه تفاؤل برحمة الله تعالى، تعاني فتاة بالمدينة المنورة منذ 23 سنة من الفشل الكلوي، كما أنهكها شظف العيش وضيق الحال وقلة الحيلة، في عدم قدرتها على توفير متبرع لها. معاناة إنسانية لتلك الفتاة، التي أوقفت عقارب الزمن عبر ربع قرن، مما زاد الأمر سوءًا لحالتها الصحية بسبب معاناتها مع الفشل الكلوي المزمن. إنها فتاة في مقتبل العمر تصارع الموت عبر سنوات طويلة، حرمت من أدنى مقومات الحياة، وباتت فريسة سهلة للمرض، أطلقت صرخة استغاثة هزت الحجر قبل قلوب البشر، تتألم وتسأل وتناشد عبر كلمات تحمل أشد أنواع الأسى في ظل الظروف الصحية السيئة التي تعيشها، متمنية أن تجد من يتبرع لها بكلية. الفتاة م.ص، تعاني من فشل كلوي مزمن مع قسطرة في الرقبة للغسيل، مما اضطرها لتغيير مكان القسطرة، نظرا لضعف الاوردة من تكرار العملية، تقول م.ص: أعاني من الفشل الكلوي منذ كان عمري 9 سنوات، وأصبح الآن عمري 32 سنة وأنا على هذه الحال، حيث أراجع مركز الكلى بمعدل 3 مرات أسبوعيا للغسيل، مما أرغمني على ترك مقاعد الدراسة رغم تفوقي بسبب تدهور صحتي، وعدم قدرتي على مواصلة الدراسة. وتقول شقيقتها: أكد الأطباء قبل مدة عدم قدرة جسمها على زراعة كلى ونقلها لها بسبب ضعف المناعة لديها، وبعد تكثيف العلاج لها أكد الاطباء بالمستشفى التخصصي في رمضان الماضي أن حالتها الآن تسمح بزراعة كلية في حالة إيجاد متبرع. وأضافت شقيقتها: نظرا لتدهور حالتها اضطررنا للبحث عن متبرع للكلى لكننا لم نجد لندرة فصيلة دمها (o+)، فوجدنا أحد المسجونين بإحدى المدن لديه رغبة بالتبرع لشقيقتي، ولكن تم منعه بدون أي سبب معروف. وناشدت أصحاب القرار وذوي القلوب الرحيمة أن يقفوا مع شقيقتها المريضة التي تصارع الموت منذ نحو ربع قرن، ولم تعرف منذ طفولتها المبكرة سوى المرض والألم، فلعل الله تعالى أراد أن يخفف معاناتها بإمكانية زراعة كلية، لكن يبقى أن يمد لها أصحاب القلوب الرحيمة يد الخير والرحمة والمساعدة، حتى تجد من يتبرع لها.